“إنه أحمق؛ إنه مُجرّد كلب إسرائيلي” جملة قالها الرئيس الليبي السابق، معمر القذافي، يصف الرئيس الأمريكي آن ذلك “ريغن” للصحفية الأمريكية ماري كولفن عام 1988، لتحمل لها تلك الجملة، شهرة عالمية، قبل أن تغطي أكثر حروب العالم قسوة، وتقضي في سوريا عام 2012.
يعرف السوريون كولفن، بأنها الصحفية الأمريكية التي قتلها نظام الأسد في حمص شهر شباط 2012، بقصف مدفعي، قبل أن يدعي أن من وصفهم بـ “الإرهابيين” هم من قتلوها في ذلك اليوم.
كولفن ليست صحفية تقليدية، اعتادت العمل خلف المكاتب المريحة، أو حتى في كواليس القصور الرئيسية، بل كانت صحفية “جائعة” وفق التعبير الأمريكي الذي يطلق على كل من يعشق عمله ويظل يبحث عن نجاح جديد.
واجهت كولفن أكثر من جيش نظامي، إذ تسبب الجيش السيرلانكي عام 2001، بفقدان عينها، حين قصف الموقع الذي كانت فيه، بقنبلة يدوية أثناءَ عبورها من منطقة تسيطر عليها نمور التاميل إلى منطقة تسيطر عليها الحكومة، والجيش الليبي حين غطت ثورة 17 فبرارير، والجيش العراقي، حيث كشفت عن مقبرة جماعية لضحايا مجزرة “حلبجة”.
بحسب فيلم صدر عام 2018 تناول حياتها، وحمل أسم حرب خاصة، فإن تلك الحادثة “فقدان عينها اليسرى”، تركت أثراً كبيراً في حياتها، وجعلتها ترغب بالمزيد من التغطيات في حروف مختلفة.
في عام 2011 تنقلت بين مصر وتونس وليبيا، تغطي الثورات في أكثر بقع الأرض خطراً على الصحفيين، لكنها وصلت سوريا بعد عام من ذلك، ودخلت البلاد عبر وسطاء محليين نقلوها سراً إلى حمص، بعد أن منع نظام الأسد دخول الصحفيين الأجانب “باستثناء الروس والإيرانيين”.
عبر CNN BBC Chanel 4 ظهرت كولفين تختصر ما تشاهد في حمص من حولها، حيث النساء والأطفال في حصار ورعب وقصف، وتحت نار مدفعية وطيران نظام الأسد، قالت كولفين آن ذلك، إن ما شادته في حمص كان أقسى ما رأت الصحفية التي غطت حروباً عدة.
رحلت كولفين في 22 شباط إلى جانب المصور ريمي أوتشليك الذي رافقها منذ كانا معاً في العراق عام 2003، قال نظام الأسد بعد أن شرح جثتها إن “عبوة ناسفة بدائية الصُنع مملوءة بالمسامير” هي من قتلها، متهماً المعارضة بذلك.
روايةُ نظام الأسد هذهِ كذبها المصور بول كونروي الذي كانَ رفقةَ كولفين وأوتشليك ونجا من الهجوم بأعجوبة ليروي ما حدث قائلًا أنّ كولفين وأوتشليك كانا يحزمان معداتهما عندمَا أصابت نيران المدفعية السورية مركزهما الإعلامي.