سياسةعربي

غزة.. الاحتلال يدمر برجاً يحوي مكاتب إعلامية ويواصل قتل الأطفال والفصائل الفلسطينية تكثف ضرباتها الصاروخية ضد الأراضي المحتلة

استهدفت طائرات الاحتلال الإسرائيلي برج الجلاء في غزة والذي يضم مكاتب إعلامية، في حين قتل إسرائيلي وأصيب العشرات في قصف للفصائل برشقات صاروخية استهدفت تل أبيب وضواحيها ردًّا على مجزرة ارتكبها الاحتلال صباح اليوم السبت 15 أيار في مخيم الشاطئ بغزة.

 

وقبيل قصف برج الجلاء -الذي يضم أيضا من بين وسائل الإعلام وكالة “أسوشيتد برس” (Associated Press) الأميركية- رفض ضابط مخابرات إسرائيلي السماح للموظفين في البرج بالعودة إلى إخراج بعض مقتنياتهم وأدوات العمل الإعلامية، إذ أمهلهم الضابط في اتصال هاتفي بضع دقائق. وكان البرج -وهو من بين الأقدم في القطاع- يضم 60 شقة، تقطن فيها أسر، وتعمل فيه فئات مهنية من المحامين والأطباء وغيرهم.

 

وقال رئيس شبكة الصحافة الأخلاقية الدولية آيدن وايت إن استهداف إسرائيل مكاتب صحفية دولية في غزة يرقى إلى جريمة حرب تستحق المساءلة.

 

وفي أول تعليق للفصائل على تدمير البرج، قال أبو عبيدة الناطق باسم كتائب القسام -الذراع العسكرية لحركة (حماس)- إن على “سكان تل أبيب والمركز أن يقفوا على قدم واحدة، وأن ينتظروا ردّنا المزلزل”.

 

كما قالت سرايا القدس في بيان إن “العدو يرتكب حماقة سيدفع ثمنها غاليا باستمرار عدوانه وهدم المباني والأبراج المدنية”.

 

بالمقابل، قال جيش الاحتلال الإسرائيلي إنه كانت توجد في مبنى الجلاء مكاتب إعلامية مدنية “تتستر من ورائها حماس وتستخدمها دروعا بشرية”.

 

تل أبيب وضواحيها:

من جهة أخرى، أكدت مصادر طبية إسرائيلية سقوط قتيل و46 جريحا إسرائيليا في مناطق متفرقة، منذ منتصف الليل وحتى ظهر اليوم السبت، وذلك جراء بسبب صواريخ الفصائل.

 

وقالت كتائب القسام إن “قصف شارع هرتزل في ذكرى النكبة يحمل رسالة قوية وضربة للعدو وكيانه وسيادته”.

 

كذلك بلغت صواريخ أخرى المناطق الجنوبية لمدينة عسقلان فضلا عن مدينة أسدود، وركزت الفصائل على ضرب بلدات غلاف غزة في الساعات الـ24 الماضية بالهاون والصواريخ قصيرة المدى، فضلا عن استهداف تجمع الدبابات الإسرائيلية الموجودة عند تخوم القطاع.

 

وعقب استهداف كتائب القسام تل أبيب وضواحيها، ردّت المدفعية الإسرائيلية على الفور بقصف مواقع داخل قطاع غزة، وقال جيش الاحتلال إنه استهدف 20 منصة صاروخية في قطاع غزة خلال الساعات الأخيرة.

 

مجزرة مخيم الشاطئ:

وكانت وزارة الصحة في غزة قالت في وقت سابق اليوم السبت إن 10 قتلى -وهم 8 أطفال وسيدتان- انتشلوا من منزل بمخيم الشاطئ غرب مدينة غزة، في حين لا تزال فرق الدفاع المدني تعمل على إزالة الركام للبحث عن مزيد من الجثامين.

 

وكانت الطائرات الحربية الإسرائيلية قصفت المنزل المكون من 3 طوابق بصواريخ عدة وسوّته بالأرض على رؤوس ساكنيه.

 

وأفاد شهود عيان بأن منزل عائلة أبو حطب قصف بـ3 صواريخ دون سابق إنذار ولا صواريخ تحذيرية لإخلائه كما جرت العادة، وأدى القصف إلى تدميره بالكامل على رؤوس قاطنيه.

 

بدوره، أكد المبعوث الأممي لعملية السلام أن 40 طفلا قتلوا منذ يوم الاثنين في القصف على غزة، مضيفا “أدعو لتجنيب الأطفال العنف”.

 

ناج وحيد

وقال يوسف أبو الريش وكيل وزارة الصحة بغزة إن الناجي الوحيد من مجزرة الشاطئ هو طفل رضيع لم يتجاوز شهرين، وأضاف أبو الريش -في تصريحات متلفزة- أن كلمة مجزرة لا تفي ما حدث بمخيم الشاطئ حقه.

 

وردًّا على مجزرة المخيم، أعلنت كتائب عز الدين القسام أنها قصفت مدينتي بئر السبع وأسدود برشقات صاروخية ردا على استهداف البيت الآمن في مخيم الشاطئ، وانتقامًا لضحايا مواجهات الضفة.

 

كذلك أعلنت سرايا القدس -الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي- أنها أطلقت ضربات مركزة بعشرات الصواريخ باتجاه مدينة سديروت، عقب قصف المنزل في مخيم الشاطئ.

 

إلى ذلك.. أعلنت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) في قطاع غزة أنها تقوم وبوجه عاجل بتحويل المدارس المجهزة لديها لتكون ملاجئ للفلسطينيين الذين توجهوا إليها بحثًا عن مأوى وملاذ آمن، جراء القصف الإسرائيلي العنيف الذي أصاب منازلهم.

 

وأشارت الأونروا إلى أنها لم تتمكن بعد من تفعيل إجراءاتها كاملة، جراء القيود المفروضة على حركة الموظفين بسبب القصف العنيف على قطاع غزة.

 

وتسببت الغارات الإسرائيلية في انقطاع التيار الكهربائي عن أجزاء واسعة في محيط الأماكن المستهدفة في غزة، وأعلنت شركة كهرباء غزة تعطل 8 خطوط كهرباء رئيسة من أصل 10 بسبب القصف، وحذرت الشركة من انهيار القطاعات الحيوية والصحية نتيجة النقص الحادّ في الطاقة.

 

وأضافت شركة كهرباء غزة أن إمدادات الكهرباء للقطاع مرشحة للتوقف التام، داعية جميع الأطراف للضغط على الاحتلال لتشغيلها.

 

يشار إلى أن التصعيد الأمني والميداني في قطاع غزة مستمر منذ الاثنين الماضي، حيث قصفت الفصائل مدنا وبلدات إسرائيلية ردًّا على شنّ جيش الاحتلال الإسرائيلي غارات واسعة على جميع مناطق القطاع، وترد الفصائل الفلسطينية بإطلاق الصواريخ بكثافة على عدد من المدن داخل إسرائيل.

 

ومنذ 13 أبريل/نيسان الماضي تفجرت الأوضاع في الأراضي الفلسطينية جراء اعتداءات وحشية ترتكبها الشرطة الإسرائيلية ومستوطنون في القدس والمسجد الأقصى ومحيطه وحي الشيخ جراح، إثر مساع إسرائيلية لإخلاء 12 منزلا من عائلات فلسطينية وتسليمها لمستوطنين.

وكالات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى