أكد مسؤولون أميركيون وأوروبيون، الثلاثاء 15 حزيران، التوصل إلى اتفاق بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي لحل خلافهما القديم حول الإعانات غير القانونية الممنوحة لشركتي إيرباص وبوينغ لصناعة الطيران.
وقالت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لايين، بعد وصول الرئيس الأميركي، جو بايدن، إلى بروكسل لعقد قمة بين الاتحاد والولايات المتحدة، “بدأ الاجتماع باحراز تقدم بشأن الطائرات. كنا قد قررنا معا حل هذا الخلاف. اليوم التزمنا بوعدنا”.
وأضافت: “هذا الاتفاق يفتح فصلا جديدا في علاقاتنا لأننا ننتقل من خلاف إلى تعاون في مجال الطيران بعد نزاع استمر 17 عاما”.
والتقت فون دير لاين بالرئيس بايدن للتشاور مع الحلفاء.
وقال مسؤول كبير في إدارة بايدن في تصريح نقلته صحيفة “وول ستريت جورنال” إن الموضوعات الأخرى على جدول أعمال اليوم تشمل جائحة الفيروس التاجي والصحة والاقتصاد وقضايا السياسة الخارجية المتعلقة بالصين وروسيا وإيران.
وافق الطرفان على تعليق الرسوم الجمركية العقابية المفروضة في إطار هذا الخلاف، لمدة خمس سنوات، كما قالت الممثلة الأميركية للتجارة كاثرين تاي للصحافيين.
مواجهة الصين
بدأ النزاع بين إيرباص وبوينغ عام 2004 عندما قدمت الولايات المتحدة شكوى إلى منظمة التجارة العالمية، مدعية أن دعم الاتحاد الأوروبي لشركة إيرباص أضر بمنافستها الأميركية بوينغ. وفي ظل إدارة ترامب، تحول النزاع إلى معركة تعريفة استحوذت على صناعات الأغذية والمشروبات التي لا علاقة لها بصناعة الطائرات، إذ فرضت واشنطن تعريفات جمركية على ما قيمته 7.5 مليار دولار من النبيذ والمواد الغذائية الأوروبية أواخر عام 2019.
ورد الاتحاد الأوروبي بضرائب على الويسكي والمكسرات والتبغ في الولايات المتحدة تقدر قيمتها بنحو 4.5 مليار دولار. فيما صعدت الولايات المتحدة العقوبات في 31 ديسمبر مع فرض تعريفات إضافية، حيث وضعت جميع واردات النبيذ تقريبا من فرنسا وألمانيا تحت تعريفة 25 في المئة.
وتحاول الولايات المتحدة كسب تأييد الاتحاد الأوروبي في صراع القوة الذي تخوضه مع الصين وتريد الاستفادة من هذه القمة لتهدئة العلاقات بين جانبي الأطلسي التي شهدت توترا شديدا خلال عهد دونالد ترامب.
وقالت تاي: “بدلا من محاربة أحد أقرب حلفائنا، نلتقي أخيرا معا في مواجهة تهديد مشترك” مؤكدة تمديد التهدئة التي تقررت في هذا الملف والتي كان يفترض أن تنتهي في يوليو.
واتفقت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي في مارس على تعليق الرسوم الجمركية على الطائرات ومجموعة من السلع الأخرى لمدة أربعة أشهر بما في ذلك النبيذ والويسكي في محاولة للتوصل إلى اتفاق وتحسين العلاقات الثنائية المتوترة.
وقالت تاي إنه كجزء من صفقة الثلاثاء، حافظت الولايات المتحدة على القدرة على إعادة فرض تعريفات الطيران في حالة انتهاك الاتحاد الأوروبي لبنود الاتفاقية.
وأضافت: “إنه مثال من أجل مواجهة تحديات أخرى مثل التحدي الذي تمثله الصين”.
من جهتها، رحبت فرنسا باتفاق “جيد” بين الطرفين، داعية إلى إغلاق هذا الملف “بشكل نهائي”.
وتسعى الصين إلى بذل جهود مدعومة بشكل كبير لتطوير طائرات ركاب كبيرة، رغم أنها تواجه تحديات في اللحاق ببوينغ وإيرباص، أكبر شركتان في العالم لصناعة الطائرات المدنية. ويشعر كلاهما بالقلق من أن الطائرات الصينية الصنع ستشكل تهديدا تجاريا كبيرا لمبيعاتهما الكبيرة في أكثر دول العالم اكتظاظا بالسكان وغيرها من دول المدار الاقتصادي لبكين.
وتلوح الصين في أفق اجتماع الثلاثاء في بروكسل، حيث ستنشئ الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي أيضا مجلسا جديدا للتجارة والتكنولوجيا بهدف تنسيق معايير التقنيات الجديدة مثل الذكاء الاصطناعي، ومرونة سلاسل التوريد، وضوابط الاستثمار، وإصلاح منظمة التجارة العالمية، وتغير المناخ.
الحرة