أعلنت السلطات العراقية موافقة رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني على عودة أكثر من ألف مواطن عراقي من سوريا بعد اضطرارهم إلى النزوح نحو الأراضي السورية خلال العمليات العسكرية ضد تنظيم داعش.
وقال النائب نايف الشمري إن رئيس الوزراء وافق على دخول ألف وتسعة وعشرين شخصاً كانوا قد نزحوا إلى قرى ونواحٍ في الجانب السوري قرب الحدود العراقية خلال العملية العسكرية التي انطلقت ضد داعش في نينوى.
وأضاف أن العراقيين بدؤوا منذ يوم الأربعاء بالدخول إلى العراق عبر منفذ ربيعة الحدودي بعد تدقيقهم أمنياً من قبل الأجهزة الأمنية والاستخباراتية.
وفي آذار الماضي، دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الدول إلى إعادة رعاياها من عائلات تنظيم داعش المحتجزة في مخيم الهول شمال شرقي سوريا، وذلك خلال زيارة له إلى مخيم تأهيل العائدين من مخيم الهول في شمالي العراق.
وأضاف غويتريش: “ينبغي على هذه العائلات المرور عبر هذا المخيم الذي تطلق عليه السلطات اسم مركز الجدعة للتأهيل المجتمعي”، حسب وكالة فرانس برس.
وأشاد غوتيرش بحكومة العراق “لما تبذله من جهود تعد مثالاً يحتذى به في العالم”، داعياً “جميع الدول الأعضاء التي يوجد أفراد من رعاياها في مخيم الهول وأماكن أخرى إلى تكثيف جهودها إلى حد كبير لتيسير عودة مواطنيها في ظروف آمنة وكريمة إلى أوطانهم”.
وقال غوتيرش إن على باقي الدول “أن تحذو حذو العراق، فالعراق ليس من أغنى دول العالم، إلا أنه يستقبل عائدين من الهول”. ودعا إلى “إعادة توطين كريمة بما يتماشى مع القانون الدولي المعمول به”، فيما تدق منظمات غير حكومية عديدة ناقوس الخطر من تدهور الظروف الأمنية في الهول.
وأضاف أن مخيم الهول “أسوأ مخيم موجود في العالم اليوم، مع أسوأ الظروف الممكنة للناس ومعاناة هائلة للأشخاص العالقين هناك لسنوات” وفق وصفه، مضيفاً أنه “كلما تركنا هذا الوضع العصي عن التبرير يتفاقم، ازداد الشعور بالاستياء واليأس، واشتدت المخاطر المحدقة بالأمن والاستقرار”.
ولفت إلى أن “ما يقرب من نصف سكان مخيم الهول تقل أعمارهم عن 12 سنة. وينبغي علينا أن نحول دون أن تتسبب التركة التي خلفها القتال الدائر بالأمس في تأجيج نزاع يقع غداً”.
ويقع مخيم “الجدعة” في محافظة نينوى بشمالي العراق، ويؤوي مئات العائلات التي أعادتها الحكومة العراقية على مراحل من مخيم الهول السوري، حيث يجري تأهيلها قبل العودة إلى مناطقها الأصلية.
وترفض العديد من الدول الغربية إعادة مواطنيها الموجودين في مخيم الهول، مكتفية بإعادات محدودة خشية من هجمات محتملة قد تحصل على أراضيها، على حد زعمها.
وتكرر الإدارة الذاتية لشمال شرقي سوريا مطالبها لدول العالم بضرورة استعادة مواطنيها المحتجزين في مخيمات شمال شرقي سوريا دون استجابة كبيرة.