دوليسياسة

زيلينسكي: بايدن قادر على إنهاء الحرب على حساب أوكرانيا خلال خمس دقائق

قال الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، إن الرئيس الأميركي، جو بايدن، كان قادرا على إنهاء الحرب على حساب أوكرانيا خلال خمس دقائق، وذلك خلال مقابلة مع شبكة “إيه بي سي نيوز”، الأحد.

 

وتحدث زيلينسكي خلال المقابلة التي أجريت في كييف عن “كيفية انتهاء الحرب الروسية الأوكرانية، ورأيه حول السياسة الأميركية بشأنها، وضعف الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين”، بالإضافة إلى الهجوم المضاد، وفقا للشبكة.

 

وأكد زيلينسكي أنه “لن يوافق أبدا” على التنازل عن أي أرض للغزاة الروس، بما في ذلك شبه جزيرة القرم التي تم ضمها بشكل غير قانوني.

 

ولم يعترض الرئيس الأوكراني خلال المقابلة على تقرير صحيفة “واشنطن بوست” الذي أفاد بأن المسؤولين الأوكرانيين أبلغوا مدير وكالة المخابرات المركزية الأميركية، ويليام بيرنز، في رحلة أخيرة إلى كييف أن الهدف من الهجوم المضاد الجديد هو الاقتراب من حدود القرم ثم إجبار الرئيس الروسي على الدخول في مفاوضات.

 

وردا على سؤال عما إذا كان ذلك “ممكنا”، قال زيلينسكي، “حسنا، من الواضح تماما ومن المنطقي أنه في تلك اللحظة عندما تصل القوات إلى الحدود الإدارية مع شبه جزيرة أوكرانية محتلة مؤقتا، القرم، فمن المحتمل جدا أن يصبح بوتين مجبورا على البحث عن حوار مع العالم المتحضر، على عكس ما كان عليه قبل الغزو الشامل، لأنه سيضعف”.

 

وتحدث زيلينسكي، وكبير مستشاريه، أندريه يرماك، وبعض كبار جنرالات أوكرانيا حول عدة مواضيع تتعلق بالغزو، الذي بدأ في 24 فبراير 2022. وناقشوا احتمال المفاوضات، وتمرد مرتزقة فاغنر والهجوم المضاد المستمر، وموضوعات أخرى.

 

وعبر عن رأيه بالدعم الأميركي المستمر لبلاده على الرغم مما أسماه “الإشارات الخطيرة” في السياسة الأميركية حول خفض المساعدات لأوكرانيا في وقت حرج من الصراع.

 

وأخبر الرئيس الأميركي، جو بايدن، زيلينسكي بشكل علني أنه سيدعم أوكرانيا “طالما أن الأمر يتطلب ذلك”، وتعهد الأسبوع الماضي بمزيد من المساعدات، بما في ذلك إرسال ذخائر عنقودية مثيرة للجدل.

 

وزار نائب الرئيس الأميركي السابق، مايك بنس، كييف في 29 يونيو الماضي، حيث أعرب عن دعمه الثابت لأوكرانيا، في خطوة تعتبر مغايرة لتوجهات بعض الجمهوريين، الذين يشككون بإمكانية استمرار الالتزام العسكري والمالي لأوكرانيا.

 

وردا على سؤال “هل أنت قلق بشأن الانتخابات الرئاسية المقبلة واستمرار المساعدات؟”، أجاب “إنها قضية داخلية تتعلق بالسياسة الداخلية. الأمر متروك للأميركيين لاتخاذ القرار، وأنا أكره التدخل. لكن من المهم بالنسبة لنا الحفاظ على دعم الحزبين لأوكرانيا (…) نحن نتفهم أن هناك بعض الإشارات الخطيرة القادمة من سياسيين معينين في الولايات المتحدة فيما يتعلق بتخفيض المساعدة لأوكرانيا”.

 

كما قلل زيلينسكي من أهمية تصريحات الرئيس الأميركي السابق، دونالد ترامب، الذي قال مرارا إنه سينهي الحرب في غضون 24 ساعة. وقال “الرغبة الوحيدة في إنهاء الحرب جميلة. لكن هذه الرغبة يجب أن تستند إلى بعض التجارب الواقعية”.

 

وأضاف زيلينسكي “إذا كنا نتحدث عن إنهاء الحرب على حساب أوكرانيا، بمعنى آخر لجعلنا نتخلى عن أراضينا، حسنا، أعتقد أنه بهذه الطريقة كان بإمكان بايدن إنهاء الحرب حتى في غضون خمس دقائق. لكننا لن نوافق”.

 

الهجوم المضاد

وواصلت القوات الأوكرانية حملتها لاستعادة المناطق التي تسيطر عليها روسيا في جنوب شرق البلاد، الأحد، وقال زيلينسكي إن قوات بلاده “أخذت بزمام المبادرة” بعد تباطؤ في وقت سابق.

 

ووفقا لأقاويل روسية، فإن معارك عنيفة اندلعت في مناطق خارج مدينة باخموت الشرقية التي استولت عليها مجموعة فاغنر العسكرية الخاصة في مايو الماضي، بعد شهور من المعارك. وقال الرئيس الشيشاني، رمضان قديروف، إن “وحدة أحمد” تنتشر في المنطقة.

 

وبدأت أوكرانيا هجوما مضادا مرتقبا، بعد تزويدها بأسلحة غربية متطورة بشكل متزايد بعد أكثر من 500 يوم من الحرب. ويركز الهجوم حتى الآن على الاستيلاء على مجموعة من القرى في الجنوب الغربي، كما تحاول القوات الأوكرانية استعادة مناطق حول باخموت، وفقا لرويترز.

 

وقالت نائبة وزير الدفاع الأوكراني، هانا ماليار، على تيلغيرام إن القتال العنيف اندلع في منطقتين في الجنوب الشرقي.

 

وأكدت “نعزز مكاسبنا في تلك المناطق”.

 

وأضافت أن القوات الروسية تدافع عن باخموت، بينما سجلت القوات الأوكرانية “تقدما” على الجانب الجنوبي من المدينة.

 

ولم يطرأ تغير في الوضع في شمال باخموت، وظلت القوات الأوكرانية منخرطة في قتال عنيف غرب باخموت وبالقرب من ليمان، إلى الشمال في منطقة دونيتسك.

 

وجاءت المقابلة التي أجرتها “إيه بي سي” مع زيلينسكي قبل قمة حلف شمال الأطلسي هذا الأسبوع في ليتوانيا، إذ تأمل كييف في تلقي مؤشرات قوية حول عضويتها مستقبلا في الحلف وكذلك ضمانات أمنية.

 

وأقر زيلينسكي بأن التقدم كان أبطأ مما أراده هو وجنرالات الجيش، لكنه قال إن القوات الأوكرانية هي التي أخذت بزمام المبادرة.

 

وقال “كلنا نريد أن نفعل ذلك بشكل أسرع لأن كل يوم يعني خسائر جديدة للأوكرانيين. نحن نتقدم. لسنا عالقين”، مشيرا إلى أن الجيش تغلب على “بعض الركود” في الأشهر السابقة.

 

وتركز الاهتمام في الأيام الأخيرة على قرية كليشيفكا التي تقع في المرتفعات جنوبي باخموت.

 

وقالت وزارة الدفاع الروسية إن قواتها صدت التقدم الأوكراني بالقرب من باخموت، حيث أصبح القتال صعبا “ليس فقط بسبب كثافة النيران والمعارك اليومية، ولكن أيضا بسبب التضاريس”. ويقع خط التماس الفاصل بين قوات البلدين بين اثنين من التلال.

 

وفي شأن آخر، قال زيلينسكي إن تمرد بريغوجين كشف عن ضعف في قيادة بوتين، كما وصف قمة الناتو المرتقبة في فيلنيوس بليتوانيا بأنها “مهمة للغاية” حيث كثف هو وحلفاء غربيون آخرون الدعوات التي تطالب بعضوية أوكرانيا في الناتو.

 

لكن بايدن قال إن أوكرانيا “ليست مستعدة” لعضوية الناتو خلال مقابلة مع شبكة “سي أن أن” نشرت السبت.

 

وصرح بايدن: “لا أعتقد أن هناك إجماعا في الناتو حول ما إذا كان سيتم ضم أوكرانيا إلى أسرة الحلف أم لا الآن، في هذه اللحظة، في خضم الحرب”.

 

وختم زيلينسكي حديثه قائلا إن “الحرب ستنتهي بالعدل والسلام، وباستعادة وحدة أراضينا”.

 

الحرة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى