سورياسياسة

واشنطن تتهم موسكو بالمسؤولية عن “الانتكاسة” بوصول المساعدات لسوريا

قالت السفيرة الأميركية في الأمم المتحدة ليندا توماس غرينفيلد، إن روسيا مسؤولة بشكل كامل عن الانتكاسة في وصول المساعدات الإنسانية العابرة للحدود للمحتاجين إليها شمال غربي سوريا عبر باب الهوى لأنها رفضت التفاوض بنوايا حسنة.

 

وأضافت خلال جلسة لمجلس الأمن بشأن سوريا، أن نظام الأسد أصدر بياناً حول السماح بعبور المساعدات عبر باب الهوى وفيه بنود مرفوضة ستعرقل وصول المساعدة، وسوف تضع العمليات في خطر، وفتح باب السلام والراعي لم يشتمل على هذه القيود.

 

وأكدت أن الولايات المتحدة انضمت إلى هيئات مانحة كبرى في إصرارها على أن أي وصول عبر الحدود يجب أن يشتمل على عناصر من ضمنها ضمان استقلالية العمليات، والسماح للأمم المتحدة بالتعامل مع جميع الأطراف على الأرض، وعدم تدخل نظام الأسد في ترتيبات الوصول بين الأمم المتحدة والسلطات المحلية في المناطق غير الخاضعة لسيطرته.

 

كما طالبت بالحفاظ على بنية الاستجابة في عموم سوريا، بحيث تكون الأمم المتحدة قادرة على الاستمرار في إدارة مراكز الاستجابة خارج المناطق التي يسيطر عليها النظام وضرورة استمرار وصول المساعدات في فترة الشتاء، وضمان عدم انقطاعها لتوفير قدرة على التنبؤ وتحقيق الكفاءة التي تحتاجها الهيئات المانحة وأن تكون الأمم المتحدة هي القادرة على تحديد لمن تصل المساعدات الإنسانية بشكل يتماشى مع مبادئ الحياد.

 

وشددت على أن أي تقديم للمساعدات يجب أن يحافظ على عملية رصد التعاون عبر الحدود التي نص عليها القرار 2165، وأن يتم تفادي أي شروط جديدة لتقديم تقارير جديدة لشركاء ومستفيدين.

 

وقبل نحو 5 أيام، قال القائم بأعمال البعثة الأميركية لدى الأمم المتحدة، جيفري ديلورينتيس، إنه لا بديل عن الآلية العابرة للحدود لتوصيل المساعدات إلى سوريا، مضيفاً أن “الأمم المتحدة والشركاء في المجال الإنساني على الأرض يتفقون جميعاً على أن اقتراح النظام السوري ليس بديلاً عملياً”.

 

وأضاف ديلورينتيس خلال كلمة بجلسة عقدتها الجمعية العامة للأمم المتحدة لبحث مسألة استخدام روسيا لحق النقض “الفيتو” ضد قرار تمديد تفويض دخول المساعدات الإنسانية عبر الحدود إلى سوريا أن “أي قبول لمحاولة النظام لفرض قيود غير مسبوقة على العمليات الإنسانية للأمم المتحدة يمكن أن يكون له عواقب وخيمة على جهود الإغاثة الإنسانية في مواقع أخرى، ويجب رفضه”.

 

وذكر الدبلوماسي الأميركي أن الولايات المتحدة “ستواصل العمل مع شركائها في الأمم المتحدة وجميع البلدان ذات التفكير المتشابه لمنع النظام السوري من إعاقة إيصال المساعدة الإنسانية الأساسية للفئات الأكثر ضعفاً في جميع أنحاء البلاد”.

 

وأكد أنه “يجب عدم استخدام المساعدات الإنسانية كورقة مساومة، ولا يمكن أن يكون على أساس الشروط”، مضيفاً أنه “يجب أن نقف وندين هذه التكتيكات، خاصة عندما يتم تنفيذها تحت غطاء الفيتو من قبل عضو دائم في مجلس الأمن، قام مراراً وتكراراً باستخدام الغذاء كسلاح”.

 

ودعا القائم بأعمال البعثة الأميركية لدى الأمم المتحدة المجتمع الدولي إلى أن “يتحد ويتحدث ضد التسييس الروسي الساخر لهذه القضية الإنسانية البحتة، ويجب أن نتصرف على وجه السرعة لإعادة فتح شريان الحياة في باب الهوى”، مشدداً على أن “الشعب السوري يعتمد علينا في ذلك”.

 

من جهته، قال نائب سفير روسيا لدى الأمم المتحدة، ديميتري بوليانسكي، إن بلاده “لن تتردد في استخدام حق النقض في مجلس الأمن، ليس فقط لحماية مصالحها الخاصة، ولكن أيضاً لحماية مصالح حلفائها وشركائها في الأمم المتحدة”.

 

وأوضح بوليانسكي أن “الولايات المتحدة وحلفاءها قلقون بالدرجة الأولى بشأن توقيت تمديد آلية المساعدات عبر الحدود، وليسوا مستعدين لأي تحسين في الآلية”، معتبراً أن “هدفهم ليس مساعدة الشعب السوري، ولكن الحفاظ على النفوذ للنظام السوري”.

 

وذكر أن “زملاءنا السويسريين لم يرغبوا في السعي إلى حل وسط، على الرغم من دعوات وجهود الزملاء من البرازيل والصين والإمارات وموزمبيق والغابون وغانا، الذين نحن ممتنون جداً لهم”.

 

يذكر أن روسيا استخدمت حق النقض في مجلس الأمن لمنع تمرير المساعدات الإنسانية إلى شمال غربي سوريا عبر الحدود في جلسة عقدت قبل نحو 20 يوماً، الأمر الذي أثار انتقادات وتحذيرات من المنظمات الحقوقية من حصول كارثة في المنطقة بسبب اعتماد الشريحة الأكبر من الأهالي على المساعدات.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى