تعرض مبنى في وسط العاصمة الروسية موسكو، الثلاثاء، لهجوم بطائرة مسيرة للمرة الثانية خلال 48 ساعة، بينما تحدث سكان المنطقة عن “عدم شعورهم بالأمان”، وفقا لتقرير لصحيفة “نيويورك تايمز”.
والثلاثاء، أعلنت روسيا أنها أحبطت هجوما أوكرانيا جديدا بواسطة مسيرات على موسكو والبحر الأسود، لكنها أقرت بأن إحداها أصابت مبنى في حي تجاري في وسط موسكو سبق أن استهدف نهاية الأسبوع الماضي.
وقالت وزارة الدفاع الروسية عبر تطبيق “تلغرام” إنه “تم إحباط” محاولة هجوم ليلي أوكراني بواسطة “آليات طائرة من دون طيار على منشآت في موسكو ومنطقتها.
وأشارت إلى تحييد بواسطة وسائل الحرب الإلكترونية وفقدت السيطرة وتحطمت في حي “موسكو سيتي للأعمال”.
بدوره، كتب رئيس بلدية موسكو، سيرغي سوبيانين، على تطبيق “تلغرام”: “إحدى هذه الطائرات اصطدمت بالبرج نفسه في حي موسكو سيتي كما حدث في المرة الأخيرة”.
وأشار سوبيانين إلى تضرر واجهة المبنى في الطابق الحادي والعشرين وتحطم الزجاج على مساحة 150 مترا مربعا”، حسب وكالة “فرانس برس”.
وخلال الفترة الماضية لم تعترف أوكرانيا بالضلوع في هجمات داخل حدود روسيا ولكن مؤخرا، أشار الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، ومسؤولون كبار آخرون إلى أن الضربات جزء من “استراتيجية كييف”.
ولا تعلن كييف عادة مسؤوليتها عن العمليات داخل روسيا، لكن زيلينسكي قال إن “الحرب” تصل “إلى أراضي روسيا في مراكزها ذات الدلالات الرمزية الكبيرة وقواعدها العسكرية”.
وعلى الرغم من “قلة تأثير الهجمات” على موسكو، لكن أوكرانيا تمكنت من الوصول إلى عمق الأراضي الروسية، حيث ضربت أهدافا رمزية وعسكرية على حد سواء، حسبما ذكرت “نيويورك تايمز”.
لا نشعر بالأمان
يضم المبنى الشاهق ذو الواجهة الزجاجية الذي ضرب مرتين في الأيام الأخيرة في موسكو وزارات التنمية الرقمية والاقتصاد والتنمية الصناعية.
وكان هجوم الطائرات بدون طيار على موسكو هو المحاولة الرابعة على الأقل خلال ما يزيد قليلا عن أسبوع.
وقال ميرلان يزاكوف، الذي يمتلك شركة استثمارية لها مكتب في مجمع برج مدينة موسكو الذي تعرض للقصف في نهاية هذا الأسبوع، إنه علم بضربة الطائرة بدون طيار من خلال الأخبار، مشيرا إلى أن الهجوم لم يؤثر على عمله.
وأكد أن فريقه يواصل العمل من مكاتبهم، لكنه أقر بصعوبة الوضع قائلا “نحن نعيش في وقت صعب”، حسب تصريحاته لـ”نيويورك تايمز”.
وعلى جانب آخر قال مكسيم خوديريف، وهو وكيل عقارات في موسكو، إنه بدأ في تلقي رسائل من مستأجرين للشقق تقول “لم يعد بإمكانهم الشعور بالأمان” و “يفكرون في إلغاء عقود الإيجار”.
وفي سياق متصل قالت أناستاسيا بيرسينيفا، وهي من سكان الحي”بعد الهجوم الأول ظن الجميع انهم لن يستهدفوا المكان نفسه مرتين، لكننا استيقظنا هذا الصباح في حال صدمة (…) لا أعرف ما إذا كنت سأنتقل من هنا، على الارجح نعم”، وفق وكالة “فرانس برس”.
ونادرا ما استُهدفت موسكو الواقعة على بعد 500 كيلومتر من الحدود الأوكرانية منذ بدء النزاع في أوكرانيا، إلى أن وقعت هجمات عدة بطائرات مسيرة هذا العام.
الحرة