اتهم الدفاع المدني السوري الأمم المتحدة بأنها تجاهلت مطالب السوريين ومناشداتهم، وسمحت لنظام الأسد بالتحكم بالملف الإنساني والمساعدات عبر الحدود إلى شمال غربي سوريا رغم وجود مستند قانوني يمكّنها من إدخال المساعدات دون موافقة الدولة المعنية أو مجلس الأمن.
وأضاف الدفاع المدني في بيان أن الرضوخ الأممي للنظام وهو الذي قتل وهجر السوريين واستخدم الأسلحة الكيميائية ولديه تاريخ حافل باستغلال المساعدات وتسييس توزيعها والتلاعب بها، هو إهانة وخذلان للسوريين ولتضحياتهم.
وأكّد أن “المجتمع الدولي أخفق في تحييد الملف الإنساني عن الابتزاز، مثلما أخفق على مدى 12 عاماً في حماية أرواح المدنيين، ومحاسبة نظام الأسد على جرائمه، حيث أصبحت أرواح المدنيين الأبرياء والمساعدات المنقذة للحياة رهينة الابتزاز السياسي”.
وتابع أنه “لا يمكن القبول بوضع مصير المساعدات المنقذة لأرواح ملايين الأبرياء بيد من قتلهم وهجرهم وسلبهم حقوقهم”، داعياً المجتمع الدولي إلى وضع آلية واضحة تضمن استمرار إدخال المساعدات عبر الحدود في سبيل توفير مزيد من الموارد المستدامة إلى 4.8 ملايين شخص في شمال غربي سوريا و سماع أصوات السوريين و حمايتهم من الهجمات، ومن استخدام المساعدات كأحد أدوات الحرب عليهم، ونزع الصبغة السياسية عن العمل الإنساني.
يأتي ذلك بعدما أعلنت الأمم المتحدة التوصل إلى ما وصفته بالتفاهم مع نظام الأسد لتمديد دخول المساعدات عبر الحدود إلى شمال غربي سوريا عبر معبر باب الهوى الحدودي مع تركيا لمدة ستة أشهر.
وقال فرحان حق نائب المتحدث الرسمي باسم الأمين العام للأمم المتحدة في بيان رسمي إنه تم التوصل إلى التفاهم عقب محادثات بين “مارتن غريفيث، وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية وحكومة الأسد بهدف السماح للأمم المتحدة وشركائها بمواصلة تقديم المساعدة الإنسانية عبر الحدود، بالحجم اللازم وبطريقة مبدئية تسمح بالانخراط مع جميع الأطراف لأغراض السعي إلى وصول المساعدات الإنسانية بطريقة تحمي الاستقلال التشغيلي للأمم المتحدة.
وقال فرحان حق إن الموافقة التي أعادت سوريا التأكيد عليها في الأيام الأخيرة توفر أساساً للأمم المتحدة وشركائها لإجراء عمليات إنسانية عبر الحدود بشكل قانوني عبر معبر باب الهوى.
وأمس الأربعاء، دعت منظمة أطباء بلا حدود، دول العالم إلى ضمان وصول المساعدات إلى شمال غرب سوريا بشكل محايد ومستدام.
وانتقد المكتب الإقليمي لأطباء بلا حدود، رفض تجديد قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بخصوص نقل المساعدات الإنسانية عبر الحدود إلى شمال غرب سوريا، معتبرا أنه يحرم الشعب السوري من وسيلة حيوية للحصول على المساعدات بدون تحيّز.
وأضاف رئيس بعثة أطباء بلا حدود في سوريا، سيباستيان غاي، إنه منذ فترة طويلة، كانت وكالات الأمم المتحدة وشركاؤها الدوليون والمحليون يستخدمون هذا القرار لتقديم المساعدات الإنسانية إلى شمال غرب سوريا عبر معبر باب الهوى بطريقة غير متحيّزة، دون الحاجة للتفاوض مع سلطات نظام الأسد أو تركيا.
وتابع أن أكثر من 4 ملايين شخص، يعيشون في هذه المنطقة تحت وطأة النزاع العنيف، ويعانون من نقص المياه النظيفة والأغذية والرعاية الصحية، وبعد حدوث الزلزال المدمر في شمال غرب سوريا في شباط 2023، زادت الاحتياجات الإنسانية بشكل كبير، وأن عدم تجديد القرار يعرقل الجهود الإنسانية ويجعل تنفيذ المشاريع المستدامة صعبا.