ادعى وزير خارجية الأسد فيصل المقداد، ترحيب نظامه بعودة جميع اللاجئين السوريين إلى وطنهم، وذلك في الوقت حذرت فيه العديد من المنظمات الحقوقية من إجبار السوريين على العودة في ظل مواصلة الأسد انتهاج سياسة القتل والاعتقال.
وأضاف المقداد خلال اتصال هاتفي مع نظيره اللبناني، عبد الله بو حبيب، أن ما يعيق هذه العودة هو العواقب الناجمة عن استمرار الاحتلال التركي والأميركي لأجزاء من سوريا، حسب زعمه.
وقال بيان لوزارة الخارجية في حكومة الأسد إن المحادثات بين المقداد وبوحبيب “ركزت على موضوع عودة اللاجئين السوريين، ووضع حد لكل ما يعيق هذه العودة”.
واعتبر المقداد أن ما يعيق عودة اللاجئين هو “العواقب الناجمة عن استمرار الاحتلال التركي والأميركي لشمالي سوريا الغربي وشمالها الشرقي ونهب ثرواتها، إضافة إلى الآثار الكارثية لاستمرار تطبيق الإجراءات الاقتصادية غير الشرعية من قبل الدول الغربية المعادية للبنان وسوريا”.
إلى ذلك، قال الوزير اللبناني إنه سيترأس وفداً رسمياً لبنانياً لزيارة سوريا خلال فترة قصيرة، لبحث قضية اللاجئين السوريين.
وفي وقت سابق، قال وزير خارجية الأسد فيصل المقداد، في كلمة له خلال مشاركته في اجتماع لجنة الاتصال العربية المعنية بسوريا على المستوى الوزاري بالقاهرة إنه “من المهم إعطاء موضوع اللاجئين الذين هجروا من وطنهم الأولوية والاهتمام اللازمين”، وضرورة أن يركز الاجتماع على هذا الموضوع وما يرتبط به من تنفيذ مشاريع التعافي المبكر، كونه موضوعاً ملحاً ويهم الجميع، ويمكن العمل عليه بشكل مشترك بما يدفع الجهود للأمام”.
وزعم المقداد أن النظام “يرحب بعودة جميع اللاجئين السوريين إلى بلادهم، واتخذ العديد من الإجراءات والتسهيلات التي يحتاجها الراغبون بالعودة، وهي مستمرة بتعزيزها وتكثيفها”، مشيراً إلى عودة ما يقرب من نصف مليون لاجئ “بشكل طوعي وآمن”.
وأوضح المقداد أن النظام “يرحب بأي تعاون معه في مجال عودة اللاجئين”، لكنه اعتبر أن “عودة اللاجئين تواجه صعوبات لأسباب تتعلق بالوضع الاقتصادي والإنساني الصعب الذي تسبب به بشكل أساسي الإرهاب، ثم العقوبات والحصار الاقتصادي المفروض على النظام”.
وفي محاولة لابتزاز العرب، قال المقداد إن “اللاجئ حتى يعود لا يحتاج إلى الأمن والاستقرار والتسهيلات فقط، بل يحتاج إلى بنى تحتية ومرافق خدمية من مدارس ومستشفيات وصرف صحي ومسكن وكهرباء وغير ذلك من سبل العيش الكريم، وهذا الطرح هو متطلب أساسي تقر به وتطلبه حتى مفوضية اللاجئين”.
يذكر أن نظام الأسد يحاول بشتى الطرق الحصول على أموال إعادة الإعمار من الدول الخليجية، ويبتز العالم بقضية إعادة السوريين من خلال ربط العودة بضرورة دعم مشاريع التعافي المبكر وإعادة الإعمار.