زعم وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان أنّ بلاده سترد وبقوة على أي هجوم يستهدف القوات الإيرانية في سوريا.
وأضاف عبد اللهيان في حوار مع صحيفة “فايننشال تايمز”، أنه لم يصب أحد من القوات الإيرانية الموجودة في سوريا حتى الآن بسبب القصف، وفق معلوماته، مضيفاً أنّه إذا حدث ذلك، فالردّ سيكون قاسياً، حسب تعبيره.
وتعقيباً على الهجمات التي تنفذها المليشيات الإيرانية في لبنان والعراق وسوريا واليمن، قال عبد اللهيان إن “هذه حركات مُقاومة في المنطقة”، مشيراً إلى أن لها “هويتها المستقلة، ولا تتلقى أوامر من إيران، لكن تربطها علاقات جيدة بها”.
وتابع: “إسرائيل تمثل الولايات المتحدة بالوكالة، لكننا لا نملك أي مجموعة تمثلنا بالوكالة في المنطقة”.
وفيما يتعلق بالتصعيد الذي يحدث عند الحدود الفلسطينية- اللبنانية، قال وزير الخارجية الإيراني: “حزب الله اليوم دخل مرحلة من الحرب مع إسرائيل”، مؤكّداً أنّ “الرسائل الأمريكية للحزب لها تأثير معاكس، فهي لن تردعه فحسب، بل ستجعله أكثر حزماً في قراراته أيضاً”.
وقبل نحو أسبوع، كشفت وزارة الدفاع الأميركية “البنتاغون” تعرض قواتها المتمركزة في سوريا والعراق لخمسة وخمسين هجوماً خلال شهر، ما أدى إلى إصابة عشرات الجنود الأميركيين بجروح طفيفة.
وأوضحت سابرينا سينغ نائبة المتحدث باسم البنتاغون للصحفيين أنه منذ السابع عشر من تشرين الأول الماضي وحتى الرابع عشر من تشرين الثاني تم رصد خمسة وخمسين هجوماً منها سبعة وعشرون على قوات أميركية في العراق وثمانية وعشرون هجوماً في سوريا، مشيرة إلى إصابة تسعة وخمسين أميركياً.
والإثنين 13 تشرين الثاني، شنت الولايات المتحدة الأمريكية ضربات على مواقع للمليشيات الإيرانية في ريف دير الزور الشرقي.
وقال الجنرال مايكل كوريلا قائد القيادة المركزية الأمريكية (سينتكوم) إن الولايات المتحدة جددت قصفها ضد منشأتين بمدينتي البوكمال والميادين شرقي دير الزور ردًا على “استفزازات (الحرس الثوري الإيراني) والجماعات المرتبطة به”.
وأضاف أن الولايات المتحدة ستواصل الدفاع عن نفسها وأفرادها ومصالحها، في مصالحها بالمنطقة.
والخميس 9 تشرين الثاني، أعلنت الولايات المتحدة الأميركية أن الضربة الجوية التي نفذتها مقاتلات أميركية، استهدفت منشأة تابعة لـ “الحرس الثوري” الإيراني لتخزين الأسلحة في دير الزور.
وقالت القيادة المركزية الأميركية “سنتكوم”، إنه “في أعقاب سلسلة من الهجمات ضد أشخاص أميركيين في سوريا والعراق، نفذت قوات القيادة المركزية الأميركية غارة جوية على منشأة في سوريا يستخدمها الحرس الثوري الإسلامي الإيراني والجماعات التابعة له”.
يذكر أن المليشيات الإيرانية سبق أن هاجمت قواعد للتحالف الدولي في دير الزور وهي قاعدتا كونيو والعمر، كما تعرضت قاعدة التنف في الجنوب لهجمات مماثلة، الأمر الذي دفع بالتحالف إلى تكثيف هجماته ضد المليشيات في منطقة البوكمال والميادين في دير الزور.
ويتزامن هذا التصعيد مع حرب إسرائيل في غزة، ومحاولة إيران تسويق نفسها على أنها مدافعة عن الشعب الفلسطيني، في الوقت الذي لم تتجرأ فيه بدخول الحرب أو دفع مليشياتها في سوريا ولبنان إلى مهاجمة إسرائيل.