يعاني أكثر من نصف مليون فلسطيني في قطاع غزة من المجاعة نتيجة النقص الحاد في المساعدات الغذائية التي وصلت إليهم، وفقا لتقرير صدر الخميس عن 23 وكالة تابعة للأمم المتحدة ووكالة غير حكومية.
وأوضح عارف حسين، كبير الاقتصاديين في برنامج الأغذية العالمي أن “الأوضاع في غزة معقدة جدا، وأن سكان القطاع يعانون نقصاً حاداً في الغذاء”. وأشار إلى أن “واحد من كل أربعة أشخاص في غزة يعاني من جوع شديد أو حاد”.
وحذر حسين من أن هناك خطرا من حدوث مجاعة في قطاع غزة خلال الأشهر الستة المقبلة إذا استمرت الحرب الدائرة بين إسرائيل وحماس، وتم تقييد وصول المساعدات الإنسانية، وقد يتسبب ذلك في تفشي الأمراض على نطاق واسع.
وخلص التقرير إلى أن جميع سكان غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة يعانون أزمة في تأمين الغذاء، أو بمعنى أدق، يواجهون وضعًا أسوأ من ذلك. وتشير الأرقام في التقرير إلى أن 478 ألفًا منهم يعيشون في ظروف صعبة، و1.17 مليونًا يعيشون في ظروف طارئة، و577 ألفًا يعيشون في ظروف كارثية، بمعنى أنهم وصلوا إلى حد المجاعة.
ولن تكون المساعدات القليلة التي تصل إلى القطاع كافية للتعامل مع هذه الأزمة، لأن ثلثي سكان القطاع يعتمدون على المساعدات الإنسانية حتى قبل تاريخ الهجوم المباغت الذي نفذته حركة حماس في جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر/تشرين الأول.
وتصاعد القلق الدولي حول سكان غزة الذين يعانون قصفا يوميا ونقصا في الغذاء والمياه وحالات نزوح جماعي.
وقبل أسابيع، أصدرت الأمم المتحدة تقريرًا يصف الوضع الغذائي في قطاع غزة بأنه “كارثي”. وخلص التقرير إلى أن ما يقرب من 80٪ من سكان غزة يعانون من انعدام الأمن الغذائي، وأن 50٪ منهم يعانون من سوء التغذية.
وذكر التقرير أن الحرب التي اندلعت بين إسرائيل وحركة حماس في أكتوبر/تشرين الأول 2023، أدت إلى تدمير البنية التحتية الغذائية في غزة، بما في ذلك المزارع والمصانع الغذائية والمخازن. كما أدت الحرب إلى نزوح أكثر من مليون شخص، مما زاد الضغط على الموارد الغذائية المتاحة.
ورصد التقرير العديد من العلامات التي تدل على المجاعة في غزة، بما في ذلك: انخفاض استهلاك الغذاء لدى الأسر الفلسطينية، وزيادة معدلات سوء التغذية بين الأطفال والنساء الحوامل، وارتفاع أسعار المواد الغذائية، وزيادة انتشار الأمراض المرتبطة بالتغذية السيئة.
وحذر التقرير من أن الوضع الغذائي في غزة سيستمر في التدهور إذا لم يتم توفير المساعدات الإنسانية بشكل عاجل. وطالب التقرير المجتمع الدولي بتقديم 1.4 مليار دولار من المساعدات الإنسانية لقطاع غزة في عام 2024.
وسبّبت الحرب دمارا هائلا في غزة حيث خرجت معظم المستشفيات عن الخدمة وفرّ 1,9 مليون شخص من منازلهم وقراهم ومدنهم، وفق الأمم المتحدة.
يورونيوز عربي