تواصل قبرص الأوروبية دعواتها بإعلان سوريا بلداً آمنا، متجاهلة ما أكدته العديد من المنظمات الحقوقية والدولية بأن سوريا بلد غير آمن لعودة اللاجئين.
ودعا وزير الداخلية القبرصي “كونستانتينوس يوانو”، المفوضية الأوروبية بتعيين سوريا أو مناطق معينة منها، كمناطق آمنة للسماح بعودة المواطنين السوريين إلى هناك.
وأعرب الوزير خلال مع مفوض الاتحاد الأوروبي “إيلفا يوهانسون” عن قلق بلاده تجاه تدفقات الهجرة غير المسبوقة من سوريا.
وأشار إلى أن قبرص، باعتبارها جزيرة وليست دولة غير أعضاء في منطقة شنغن، تواجه أكبر مشكلة هجرة بين الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي حيث أن 5.5 في المائة من السكان، أي أعلى بأربعة أضعاف متوسط الاتحاد الأوروبي، هم من طالبي اللجوء الجدد أو حاملي الحماية الدولية.
بدورها قالت المسؤولة في الاتحاد الأوروبي إن تعديل وضع سوريا لأغراض الهجرة ليس بالأمر السهل، ولهذا السبب ناقشناه وسنواصل مناقشته، مضيفة أن الطريقة الوحيدة لإدارة تدفقات الهجرة هي القيام بذلك بطريقة منظمة وبشكل مشترك.
ومنذ نحو شهر، طالبت وزارة الداخلية القبرصية الاتحاد الأوروبي، بالتفكير بقضية تحويل أجزاء من سوريا إلى “منطقة آمنة” بهدف إعادة اللاجئين السوريين إلى بلادهم، مع وصول أعداد غير مسبوقة إلى الشواطئ القبرصية.
وفي مقابلة لوزير الداخلية القبرصي، كونستانتينوس يوانو، مع وكالة “رويترز“، قال إن “بدء مناقشة لإعادة تقييم القضية السورية أمر بالغ الأهمية بالنسبة لنا”، مؤكدًا أن وزارة الخارجية تستعد لإثارة الأمر رسميًا مع بروكسل.
ووسط الصراع المتزايد في الشرق الأوسط، تستعد قبرص لتدفق المزيد من اللاجئين وطالبي اللجوء، ما يزيد من الضغط على الموارد، بحسب ما قاله الوزير لـ”رويترز”.
وأضاف، “لدينا مهاجرون أكثر بخمسة أضعاف من أي دولة أخرى في خط المواجهة، وتظهر البيانات أن معظمهم من سوريا”.
واستشهد الوزير القبرصي بتقرير صادر عن وكالة الاتحاد الأوروبي للجوء في شباط الماضي، قائلاً: “إن التقييمات تشير إلى أن محافظتي دمشق وطرطوس السوريتين لا يوجد فيهما خطر حقيقي لتعرض مدنيين لتأثر بشكل شخصي بالعنف العشوائي”.
ووفقاً لرويترز فإن طلبات اللجوء بلغت في قبرص ذروتها عند حوالي 21565 في 2022، وهو أعلى مستوى منذ بدء التسجيل في 2002.
وكانت قبرص شهدت وصول 1043 سورياً على قوارب في تشرين الأول الماضي، أي بزيادة ثلاثة أمثال عن العام الماضي، فيما سجل تشرين الثاني الماضي 795 وافداً أي ما يقرب من ثلاثة أمثال العدد المسجل في نوفمبر تشرين الثاني 2022.
يذكر أن أعداد كبيرة من السوريين في مناطق سيطرة الأسد وفي لبنان أيضاً تحاول الوصول إلى قبرص الأوروبية للحصول على طلبات اللجوء.