قال ممثل الولايات المتحدة الأميركية في مجلس الأمن، السفير روبرت وود، إن روسيا أخرجت اللجنة الدستورية من عملها منذ تموز 2022، عن طريق فرض مطالب ليست لها علاقة بسوريا، موضحاً أن “الدبلوماسيين الروس يشاركون بشكل متكرر في المؤتمرات الدولية واجتماعات الأمم المتحدة في جنيف، لكن عندما يتعلق الأمر باللجنة الدستورية يشكون فجأة من البلد المضيف”.
وأضاف خلال جلسة مجلس الأمن بشأن سوريا، أمس الثلاثاء، أن بلاده “ستواصل العمل نحو تنفيذ القرار 2254 بالكامل، ودعم جهود المبعوث الأممي لإعادة تجميع الأطراف السورية في جنيف للجنة الدستورية”.
وتابع أن الولايات المتحدة “تدعو النظام السوري إلى القيام بدوره في تنفيذ وقف لإطلاق النار على مستوى البلاد، والمشاركة في العملية السياسية بحسن نية”، مشيراً إلى أن “النظام السوري اختبأ خلف روسيا ورفض المفاوضات المباشرة لفترة طويلة جداً”.
وعن المساعدات الإنسانية، رحب السفير فورد بتمديد وصول المساعدات عبر معبري باب السلامة والراعي لمدة ثلاثة أشهر، مضيفاً أن هذه المعابر “قدمت قدرة هامة، ومكّنت من تقديم المساعدات بشكل أسرع وأكثر كفاءة للمجتمعات المحتاجة، بالإضافة إلى معبر باب الهوى الحيوي”.
وقال إنه “في الوقت نفسه، أكدنا بوضوح أن إعادة تفويض هذه المعابر لفترة ثلاثة أشهر ليست طريقة مستدامة للتعامل مع مدى الاحتياجات الإنسانية في سوريا، حيث يحتاج مقدمو المساعدات الإنسانية والموزعون إلى وقت للتخطيط”، داعياً إلى “استمرار الوصول والوصول المستدام والمتوقع”.
وشدد على أن “الوصول الإنساني يجب أن يكون إلى جميع السوريين أينما كانوا، ومن خلال جميع الوسائل، دون معوقات، بما في ذلك التسليم عبر الخطوط إلى مخيم الركبان، حيث يستمر النظام وروسيا في منع قوافل الأمم المتحدة”.
وتابع السفير الأمريكي أن “إحدى عواقب عدم تسوية الصراع في سوريا، وعدم قيام النظام السوري بالإصلاحات، هو ارتفاع تهريب المخدرات من البلاد”، داعياً جميع أعضاء مجلس الأمن إلى “الانضمام إلينا في دعوة النظام السوري إلى معالجة هذه الآفة”، مشيراً إلى أن نظام الأسد “جعل سوريا أكبر مصدر عالمي لمادة الكبتاغون، باستخدام موانئه وحدوده البرية لتهريب ملايين الحبوب في جميع أرجاء المنطقة”.
وأشار إلى أن “حجم الضبوطات التي تجريها السلطات الحدودية في الدول المجاورة تظهر نطاق تجارة المخدرات من سوريا، والآلية الأمنية للنظام ذات التواطؤ الواضح في تجارة الكبتاغون وحماية مختبرات إنتاجه على الأراضي السورية”.
وشدد السفير الأميركي على أن بلاده “لن تقف مكتوفة الأيدي أمام هذه التهديدات”، مضيفاً أن الولايات المتحدة نسقت مع المملكة المتحدة بتعيين ستة أفراد رئيسيين وكيانين مرتبطين بأدوارهم في تيسير إنتاج أو تصدير “الكبتاغون، وتعمل مع مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة واللجنة الدولية لمراقبة المخدرات لمواجهة هذا التهديد”.
يذكر أن الولايات المتحدة وبريطانيا ودول الاتحاد الأوروبي الرئيسية مثل فرنسا وألمانيا لا تزال ترفض أي عملية تقود إلى تطبيع مع الأسد، وتطالب بتطبيق الحل السياسي.