سورياسياسة

السفارة الأمريكية في سوريا تعزي السوريين بوفاة المؤرخ “فايز قوصرة”

قالت السفارة الأميركية في سوريا إنها تعرب عن تعازيها لعائلة وأصدقاء المؤرخ السوري فايز قوصرة، مؤرخ إدلب.

 

وأضافت أن قوصرة ترك إرثاً لا يصدق من خلال جهوده لحماية الآثار والتحف في إدلب، مما يضمن قدرة السوريين على الحفاظ على ثراء بلادهم الثقافي للأجيال القادمة”.

 

وذكرت السفارة الأميركية أن الولايات المتحدة “تفخر بدعم الجهود المبذولة في إدلب، وفي جميع أنحاء سوريا، للحفاظ على مواقع التراث الثقافي والآثار، بالإضافة إلى المشاريع التي تحمي تراث سوريا الطويل والهائل من التنوع”.

 

وكان قوصرة تُوفي الخميس 23 مايو/أيار 2024 في مدينة إدلب عن عمر ناهز 79 عاما، بعد صراع طويل مع مراض أصابه بداية شهر مايو/أيار من السنة ذاتها، دخل بسببه في غيبوبة إلى حين وفاته، ودفن في المدينة ذاتها.

 

وأُطلق عليه لقب “مؤرخ إدلب” نظرا للجهد الثقافي الكبير الذي بذله في تأريخ آثار المدينة، ودراسة معالمها.

 

عاش في رومانيا فترة من عمره، وتزوج خلالها من فتاة رومانية ثم توفيت، وعاد هو إلى سوريا بسبب حبه لبلاده، وفق وصفه، وكان قد درس المرحلة الإعدادية والثانوية في مدينة إدلب، وأكمل تعليمه الجامعي في العاصمة السورية دمشق، وتخرج فيها من كلية الآداب، ثم حصل على إجازة أخرى في الدراسات الفلسفية والاجتماعية.

 

التحق بالمركز الثقافي في إدلب عام 1960 منذ تأسيسه، وعمل مراسلا لمجلة الخمائل الحمصية ونشر فيها أول مقالاته عام 1962، كما عمل مراسلا لعدد من الصحف والمجلات.

 

أسس قوصرة صحيفة “إدلب الخضراء” وعمل مدير تحرير فيها عام 1986، كما عمل كاتبا ومحررا في مجلة “سنابل” الليبية عام 1990، وكذلك محاضرا في قسم الآثار بجامعة حلب.

 

اهتم بمحافظته إدلب، وبذل في سبيلها جهدا بحثيا وتأريخيا، وكان هدفه إثبات عراقة حضارة سوريا، فرافق بعثات الآثار الأجنبية، وتعلّم منها، وكتب عن هذه البعثات كتاب “الرحالة إلى إدلب”، الذي صدر في جزأين.

 

سافر قوصرة إلى أوروبا على نحو كبير، وزار مكتبات إسطنبول القديمة، وحصل على وثائق تعود إلى فترة الدولة العثمانية، وأدى كل ذلك إلى إثراء تجربته الثقافية وزيادة رصيده المعرفي، واعتمد خلال تأريخه ودراسته على جهده البحثي الفكري، وعلى زياراته الميدانية الدائمة للأماكن، وفق موقع “الجزيرة نت”.

 

بذل جهدا كبيرا لتأسيس متحف في محافظة إدلب، إلى أن كُلل سعيه بالنجاح وأقيم المتحف، وأصبح فايز عضوا في اللجنة الدولية فيه.

 

وقد عانى قوصرة خلال فترة عمله وتأريخه من تهميش حكومة الأسد، كما عانى من التهميش في سنوات ما بعد الثورة السورية، لا سيما أن إدلب أصبحت مأوى للاجئين والمهجرين قسرا، ويستهدفها النظام على نحو دائم.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى