سورياسياسة

ما فرص نجاح التطبيع بين تركيا ونظام الأسد؟ 

تثار التساؤلات مجدداً عن إمكانية التطبيع بين تركيا ونظام الأسد بعد تصريح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أن بلاده تنتظر اتخاذ رئيس النظام في سوريا بشار الأسد خطوة لتحسين العلاقات معها، حتى تستجيب “بالشكل المناسب”.

 

جاء ذلك في تصريحات صحفية، على متن الطائرة خلال عودته من العاصمة الألمانية برلين بعد حضوره مباراة منتخبي تركيا وهولندا، وقال الرئيس التركي في هذا الخصوص: “وصلنا الآن إلى مرحلة بحيث أنه بمجرد اتخاذ بشار الأسد خطوة لتحسين العلاقات مع تركيا، سوف نبادر بالاستجابة بشكل مناسب”.

 

وتابع: “لأننا لم نكن أعداء مع سوريا في الماضي، كنا نجتمع عائليا مع الأسد. سنوجه دعوتنا”.

 

وأوضح أنه لدى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مقاربة بشأن اللقاء بين أردوغان والأسد، كما أن رئيس وزراء العراق محمد شياع السوداني لديه مقاربة أيضا.

 

وأضاف: “نتحدث هنا عن الوساطة فما المانع منها مع جارتنا؟”.

 

وتابع: “سنوجه دعوتنا إلى (الأسد) وقد تكون في أي لحظة، ونأمل أن نعيد العلاقات التركية-السورية إلى ما كانت عليه في الماضي”.

 

وقبل أيام، قالت صحيفة “الوطن” الموالية إن اتصالات عربية وروسية تجري لضمان ما وصفتها سيادة نظام الأسد على الأراضي السورية كاملة قبل أي اجتماع مزمع عقده بين نظام الأسد وتركيا في العاصمة العراقية بغداد، مشيرة إلى أن الاجتماع “لم يحدد توقيته ولم تنضج ظروفه حتى الآن”.

 

ونقلت الصحيفة عن مصادرها أن هناك اتصالات مستمرة مع موسكو وعواصم عربية تضمن أن يخرج أي لقاء مع الجانب التركي بتعهد واضح وصريح وعلني بالانسحاب الكامل من الأراضي السورية وفق أجندة محددة زمنياً.

 

وأضافت أن “هذه ليست شروطاً مسبقة كما يحلو للبعض تسميتها، بل هي قاعدة أساسية يمكن البناء عليها للبحث في المتبقي من الملفات، مثل ملف دعم من سمتها المجموعات الإرهابية، ومن المقصود بالجماعات الإرهابية وتعريفهم، وملف عودة اللاجئين، في ظل التوتر الذي تشهده مدن تركية عدة، وما يقوم به أتراك متطرفون بحق اللاجئين السوريين من حرق وسلب لممتلكاتهم”.

 

وفي أواخر حزيران، كشفت صحيفة “الوطن” الموالية عن اجتماع مرتقب بين تركيا ونظام الأسد في بغداد، معتبرةً الخطوة بأنها “ستكون بداية عملية تفاوض طويلة قد تفضي إلى تفاهمات سياسية وميدانية”.

 

ونقلت الصحيفة عن مصادر لم تسمها أن تركيا طلبت من روسيا والعراق الجلوس على طاولة ثنائية مع نظام الأسد دون حضور أي طرف ثالث وبعيدًا عن الإعلام للبحث في تفاصيل إعادة العلاقات.

 

وأضافت المصادر أن إعادة التفاوض بين تركيا ونظام الأسد تلقت دعمًا عربيًا واسعًا وبشكل خاص من السعودية والإمارات، مشيرة إلى أن هذه الدول تعتبر أن “الظروف تبدو حاليًا مناسبة لنجاح المفاوضات”.

 

يذكر أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان صرح يوم الجمعة 28 حزيران أنه : “لا يوجد أي سبب لعدم إقامة العلاقات مع سوريا ومستعدون للعمل معًا على تطوير العلاقات تمامًا كما فعلنا في الماضي”.

 

يأتي ذلك بعدما أبدى رئيس النظام بشار الأسد خلال لقائه مع المبعوث الخاص للرئيس الروسي ألكسندر لافرنتييف، الأربعاء، انفتاح نظامه على جميع المبادرات المرتبطة بتطوير العلاقات مع تركيا، واكتفى بالقول إنها يجب أن تكون “مستندة إلى سيادة الدولة السورية”.

 

وفي 25 حزيران قال وزير الخارجية التركي هاكان فيدان إن بلاده تحث نظام الأسد على استثمار حالة الهدوء وتوقف الاشتباكات بغية حلّ المشاكل الدستورية وتحقيق السلام مع معارضيه.

 

وأضاف فيدان خلال لقاء أجرته معه قناة “خبر تورك” التركية أن أهم شيء حققته تركيا وروسيا في الشأن السوري هو وقف القتال بين النظام والمعارضة.

 

وأوضح: “ما نريده، هو أن يستغل نظام الأسد بعقلانية هذه الفترة من حالة عدم الصراع، هذه الفترة من الهدوء، وأن يستغل كل هذه السنوات كفرصة لحل مشاكله الدستورية، وتحقيق السلام مع معارضيه”.

 

كما دعا الوزير نظام الأسد إلى انتهاز فرصة الهدوء بغية “إعادة الملايين من السوريين الذين فروا إلى الخارج أو غادروا أو هاجروا من جديد ليعيدوا بناء بلادهم وينعشوا اقتصادها”.

 

واستدرك: “إلا أننا من هنا لا نرى أنه (النظام) يستفيد من ذلك بما فيه الكفاية”.

 

وكانت مظاهرات خرجت في الشمال السوري رفضاً لأي تطبيع تركي مع نظام الأسد، حيث يتخوف الأهالي شمال سوريا من نتائج هذا التطبيع على الأرض، لاسيما أن تركيا تعتبر مناطق شمال سوريا تحت نفوذها ويصر نظام الأسد على انسحابها كشرط للتقدم بمباحثات التطبيع.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى