قال فادي الشمري المستشار السياسي للرئيس العراقي، إن بغداد بصدد ترتيب لقاءات ثنائية بين نظام الأسد وتركيا، لافتاً إلى أن العراق يشترك بحدود طويلة مع كل من تركيا وسوريا، وبالتالي يتأثر مباشرة بأي تطورات في علاقاتهما.
وأضاف في تصريحات نقلها موقع “رووداو”، أن الجهود مستمرة لترتيب اللقاءات الثنائية بين الجانبين، مشيراً إلى أنه من المحتمل أن يتم الإعلان عنها في المستقبل القريب، عندما تكون الظروف مواتية لذلك.
وأشار الشمري إلى أن أجندة بغداد في هذه الاجتماعات هي “التركيز على تعزيز الاستقرار الإقليمي، وتأمين الحدود، والتعاون الاقتصادي، والحد من تأثير الجماعات المسلحة في المنطقة، إضافة إلى تسهيل عودة اللاجئين السوريين، والتعاون في محاربة التنظيمات الإرهابية”، وفق تعبيره.
وتابع أن بلاده لها “دور مهم” في التقارب التركي مع نظام الأسد، موضحاً أن العراق “يشترك بحدود طويلة مع كل من تركيا وسوريا، وبالتالي يتأثر مباشرة بأي تطورات في علاقاتهما”.
وقال إنه “لذلك تعمل بغداد دائماً على الحفاظ على التوازن في علاقاتها الإقليمية، وتسعى لتعزيز الاستقرار في المنطقة، فالعراق لا يدخر أي جهد لتقريب وجهات النظر بين الدول”، مشيراً إلى أن العراق “يستفيد من لعب دور الوسيط في عدة جوانب، منها أن تعزيز الاستقرار الإقليمي ينعكس إيجاباً على الوضع الأمني والاقتصادي في العراق”.
ويوم الجمعة 7 تموز، صرّح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أن بلاده تنتظر اتخاذ رئيس النظام في سوريا بشار الأسد خطوة لتحسين العلاقات معها، حتى تستجيب “بالشكل المناسب”.
جاء ذلك في تصريحات صحفية، على متن الطائرة خلال عودته من العاصمة الألمانية برلين بعد حضوره مباراة منتخبي تركيا وهولندا، وقال الرئيس التركي في هذا الخصوص: “وصلنا الآن إلى مرحلة بحيث أنه بمجرد اتخاذ بشار الأسد خطوة لتحسين العلاقات مع تركيا، سوف نبادر بالاستجابة بشكل مناسب”.
وتابع: “لأننا لم نكن أعداء مع سوريا في الماضي، كنا نجتمع عائليا مع الأسد. سنوجه دعوتنا”.
وأوضح أنه لدى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مقاربة بشأن اللقاء بين أردوغان والأسد، كما أن رئيس وزراء العراق محمد شياع السوداني لديه مقاربة أيضا.
وأضاف: “نتحدث هنا عن الوساطة فما المانع منها مع جارتنا؟”.
وتابع: “سنوجه دعوتنا إلى (الأسد) وقد تكون في أي لحظة، ونأمل أن نعيد العلاقات التركية-السورية إلى ما كانت عليه في الماضي”.
وقبل ذلك، قالت صحيفة “الوطن” الموالية إن اتصالات عربية وروسية تجري لضمان ما وصفتها سيادة نظام الأسد على الأراضي السورية كاملة قبل أي اجتماع مزمع عقده بين نظام الأسد وتركيا في العاصمة العراقية بغداد، مشيرة إلى أن الاجتماع “لم يحدد توقيته ولم تنضج ظروفه حتى الآن”.
ونقلت الصحيفة عن مصادرها أن هناك اتصالات مستمرة مع موسكو وعواصم عربية تضمن أن يخرج أي لقاء مع الجانب التركي بتعهد واضح وصريح وعلني بالانسحاب الكامل من الأراضي السورية وفق أجندة محددة زمنياً.
وأضافت أن “هذه ليست شروطاً مسبقة كما يحلو للبعض تسميتها، بل هي قاعدة أساسية يمكن البناء عليها للبحث في المتبقي من الملفات، مثل ملف دعم من سمتها المجموعات الإرهابية، ومن المقصود بالجماعات الإرهابية وتعريفهم، وملف عودة اللاجئين، في ظل التوتر الذي تشهده مدن تركية عدة، وما يقوم به أتراك متطرفون بحق اللاجئين السوريين من حرق وسلب لممتلكاتهم”.
وفي أواخر حزيران، كشفت صحيفة “الوطن” الموالية عن اجتماع مرتقب بين تركيا ونظام الأسد في بغداد، معتبرةً الخطوة بأنها “ستكون بداية عملية تفاوض طويلة قد تفضي إلى تفاهمات سياسية وميدانية”.
ونقلت الصحيفة عن مصادر لم تسمها أن تركيا طلبت من روسيا والعراق الجلوس على طاولة ثنائية مع نظام الأسد دون حضور أي طرف ثالث وبعيدًا عن الإعلام للبحث في تفاصيل إعادة العلاقات.
وأضافت المصادر أن إعادة التفاوض بين تركيا ونظام الأسد تلقت دعمًا عربيًا واسعًا وبشكل خاص من السعودية والإمارات، مشيرة إلى أن هذه الدول تعتبر أن “الظروف تبدو حاليًا مناسبة لنجاح المفاوضات”.
وكانت مظاهرات خرجت في الشمال السوري رفضاً لأي تطبيع تركي مع نظام الأسد، حيث يتخوف الأهالي شمال سوريا من نتائج هذا التطبيع على الأرض، لاسيما أن تركيا تعتبر مناطق شمال سوريا تحت نفوذها ويصر نظام الأسد على انسحابها كشرط للتقدم بمباحثات التطبيع.