قال الائتلاف السوري المعارض إنه يؤكد على التزامه الكامل بمطالب وتطلعات الشعب السوري التي ثار وضحى من أجل تحقيقها، والتي تشكل “بوصلة عمل الائتلاف منذ نشأته”.
وأضاف في بيان له على موقعه الرسمي أن علاقاته مع “الدول الشقيقة والصديقة مبنية على الاحترام الكامل والمتبادل لحقوق الشعب السوري وتطلعاته وحريته في اتخاذ قراره المستقل وفق مصالحه الوطنية، وحق تلك الدول في بناء سياساتها بما يحافظ على مصالحها وأمنها الوطني”.
وتابع البيان أن الائتلاف حريص “على تعزيز العلاقات معها بما يخدم المصالح الوطنية المشتركة ويحقق التطلعات المشروعة للشعب السوري، والازدهار والتقدم لدولها وشعوبها”، ويشدد على “ضرورة الابتعاد عمن يسوّقون لصناعة الأعداء، عوضًا عن صناعة الأصدقاء لإضعاف الثورة وشق صفوفها”.
ودعا الائتلاف السوريين إلى “التحلي بالحكمة، وعدم الانجرار وراء الإشاعات والأخبار المزيفة التي يسعى نظام الأسد لنشرها من أجل تفريق أبناء الشعب الواحد، تعزيزًا لسياسة “فرق تسد” التي يتبعها بين السوريين، وبينهم وبين مؤسساتهم منذ انطلاق الشرارة الأولى للثورة في العام 2011، فالنظام يسعى لجعل السوريين بعضهم أعداء لبعض، ويسعى لإضعاف علاقاتهم مع أي دولة شقيقة أو صديقة، وهدفه الأساس هو إشغالهم عن نضالهم الأساسي ضده كونه العائق أمام تحقيق تطلعاتهم السامية نحو العدالة، والحرية، والديمقراطية”.
وأضاف أنه يؤكد “ضمان حق المواطنين بالتظاهر والاعتصام السلميين، وحرية التعبير، في ظل التزامهم وحرصهم على الأمن العام وسلامة الأملاك العامة والخاصة”.
وأردف البيان أن “التحديات والصعوبات التي تمر على الثورة السورية تزيدها صلابة وإصراراً على أحقية مطالبها، وأن المسببات الجذرية التي دفعت الشعب السوري للثورة على النظام، ما زالت قائمة إلى يومنا هذا، لا بل ازدادت عمقًا، وتنوعًا وانتشارًا، وما زالت حناجر الأحرار تصدح بمطالب وتطلعات الشعب السوري للعدالة والحرية والديمقراطية، وهو اليوم أشد إصراراً والتزامًا بهذه القيم السامية للثورة السورية”.
وشدد البيان على أن “جوهر الثورة سوري، وجوهر الحل سوري، فلا يمكن تحقيق السلام المستدام دون تحقيق العدالة لضحايا جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية، ودون إطلاق سراح المعتقلين ومعرفة مصير المغيبين قسريًا”.
وختم بالقول إن “أي حلول لا تستجيب لمظلوميات الشعب السوري وتحقق تطلعاته المشروعة، هي حلول مجتزأة لا تملك أدنى حدود متطلبات النجاح، ولا القدرة على تحقيق الأمن والاستقرار والسلام المستدامين، اللازم تحقيقهم لإعادة تدوير عجلة الاقتصاد الذي يعتمد على إعادة توحيد سورية أرضًا وشعبًا وعلى عودة أبناء سورية إلى وطنهم السيد الحر والمستقل، وكل ذلك يبدأ بالتنفيذ الكامل والصارم لقرارات مجلس الأمن ذات العلاقة بسورية، لا سيما القرار رقم 2254 (2015)، وهو الحل الوحيد القادر على تعزيز الأمن والاستقرار الإقليميين والدوليين، وتحقيق السلام المستدام”.
ويأتي هذا البيان بعدما أقدم متظاهرون سوريون على إغلاق مقري الائتلاف والحكومة المؤقتة في مدينة أعزاز شمالي حلب، وسط غضب من فتح معابر مع مناطق سيطرة الأسد وتوجه تركيا للتطبيع معه.
وكان الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، كشف قبل أيام أنه دعا رئيس النظام في سوريا بشار الأسد، قبل أسبوعين، لعقد اجتماع في تركيا أو في دولة ثالثة.
وأضاف في تصريحات خلال مؤتمر صحفي على هامش قمة حلف شمال الأطلسي في العاصمة الأميركية واشنطن، أن وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، مخوّل بتنظيم اجتماع مع الأسد في دولة ثالثة.
وأوضح أردوغان أنه كلف فيدان بهذا الشأن، وهو بدوره سيتواصل مع نظرائه للتغلب على هذه القطيعة والمضي قدماً في بدء عملية جديدة.
ويوم الخميس 11 تموز، نفت صحيفة “الوطن” الموالية صحة الأنباء التي روج لها حزب الشعب الجمهوري المعارض في تركيا حول وجود تواصل مع نظام الأسد.
ونقلت الصحيفة عن ما وصفته مصدراً خاصاً تأكيده أنه “لا وجود لأي تواصل من قبل الجانب السوري مع أي حزب سياسي تركي، سواء كان موالياً للسلطات التركية أم معارضاً”.
ويأتي هذا بعد ساعات قليلة من إعلان حزب “الشعب الجمهوري” عن تلقيه موافقة من نظام الأسد من أجل اللقاء الذي يمكن أن يجري بين زعيم الحزب، أوزغور أوزال، ورئيس النظام، بشار الأسد، في العاصمة دمشق.
وقال نائب زعيم حزب “الشعب الجمهوري”، برهان الدين بولوت، إن الحزب على تواصل مع نظام السد وتلقى رداً إيجابياً بشأن الزيارة، موضحاً أن “دمشق تجاوبت مع نية اللقاء، والآن الأمر يعتمد على تهيئة الظروف، وتحديد مكان وتاريخ اللقاء”.
والثلاثاء 9 تموز، قال الناطق باسم حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا، عمر جليك، إن موعد ومكان لقاء الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ورئيس النظام في سوريا بشار الأسد غير واضح حتى الآن.
وأضاف في مؤتمر صحفي عقب اجتماع المجلس التنفيذي المركزي للحزب برئاسة أردوغان أن “العمل حول هذا الأمر مستمر، ولم يتم توجيه دعوة للأسد بعد، ولذا ليس هناك وضوح بشأن مكان اللقاء وموعده حتى هذه اللحظة”.
وتابع أن تركيا تسعى من خلال عملية التطبيع مع النظام “لأن تكون سوريا آمنة للملايين الذين اضطروا إلى مغادرة منازلهم”، مضيفاً: “لن نخذل أبداً أي شخص وثق بنا وعمل معنا”.
وشدد جليك على أن تركيا تواصل موقفها الثابت حيال الحفاظ على وحدة الأراضي السورية، وأن وجود قواتها في سوريا لا يستهدف وحدتها، “بل يكافح ضد مساعي إنشاء كيان إرهابي هناك”، وفق تعبيره.