كشف فريق “منسقو استجابة سوريا” عن عجز هائل في عمليات تمويل الاستجابة الإنسانية في سوريا خلال خطة الاستجابة الإنسانية لعام 2024 من خلال عدم تقديم المبالغ اللازمة لتمويل القطاعات الإنسانية، مشيراً إلى أن نسبة العجز في الاستجابة وصلت إلى مستويات غير مسبوقة تجاوزت 78% من التمويل اللازم.
وفي تقرير له قال الفريق إنه على صعيد الأمن الغذائي، وبعد عمليات التخفيض الهائلة من قبل برنامج الأغذية العالمي WFP على المساعدات الغذائية المقدمة منذ بداية العام الحالي نتيجة عدم توفر التمويل الكافي بعد أن وصل عجز البرنامج إلى 95 %، مما سبب انزلاق آلاف الأسر إلى ما دون حدود الجوع، ودفع الكثيرين إلى تخفيض عدد الوجبات اليومية وزيادة عدد ساعات العمل وتشغيل المزيد من أفراد الأسرة وخاصة الأطفال لتغطية النقص في الاحتياجات اليومية لتلك العائلات.
وأضاف أنه “لم تستطع الأمم المتحدة تأمين التزامات المانحين الفعلية التي تم التعهد بها سابقاً خلال مؤتمرات المانحين ولن تستطيع في الفترة القادمة تأمين تلك الالتزامات بسبب عدم التزام المانحين بتلك التعهدات والاقتصار على التصريحات الكلامية ضمن المؤتمرات ، مما يفتح الباب أمام مواجهة جديدة للسوريين مع الجوع”.
وتابع أن “جميع الأرقام المعلن عنها حتى الآن تشمل كافة الأراضي السورية ولدى الانتقال إلى مناطق شمال غرب سوريا نلاحظ وجود عجز أكبر في عمليات الاستجابة الإنسانية، الأمر الذي يظهر النتائج الكارثية المتوقعة على المدنيين عموماً والنازحين ضمن المخيمات بشكل خاص”.
وبحسب التقرير: “تزداد المخاوف لدى منسقو استجابة سوريا من استمرار العجز في تمويل العمليات الإنسانية في ظل الأوضاع الإنسانية الصعبة التي يعاني منها المدنيين في شمال غرب سوريا”، مطالباً “الوكالات الدولية ببذل المزيد من الجهود من خلال تقديم الدعم اللازم للنازحين ضمن المخيمات”.
كما دعا البيان “جميع المنظمات الإنسانية بشكل عاجل إلى توفير الحماية والدعم الذي يعطي الأولوية لأكثر الفئات ضعفاً وهذا يشمل كبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة والنساء والأطفال”.
وفي تموز الجاري، أعلنت الأمم المتحدة أن نظام الأسد أبلغ مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية موافقته على تمديد دخول المساعدات من معبر باب الهوى الحدودي مع تركيا لستة أشهر، أي حتى الثالث عشر من كانون الثاني ألفين وخمسة وعشرين.
وقال المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة ستيفان دوجاريك إن “التمديد ضروري لعمليات الأمم المتحدة عبر الحدود، التي تظل شريان حياة للسوريين في شمال غربي البلاد”.
وأشار إلى أن الأمم المتحدة تصل كل شهر إلى ما يزيد على مليون شخص في المتوسط من خلال خدمات المساعدة والحماية الأساسية، وأن “هذا أقل بكثير من الأعوام السابقة بسبب نقص التمويل المتزايد”.
وذكر المسؤول الأممي أنه “حتى الآن هذا العام، استخدمت أكثر من تسعين بالمئة من الشاحنات، ونحو ألفين شاحنة التي تحمل مساعدات الأمم المتحدة، وأن سبعين بالمئة من البعثات التي يقوم بها موظفو الأمم المتحدة، عبر معبر باب الهوى للوصول إلى شمال غربي سوريا.