انعقدت في مدينة لاهاي الهولندية المائدة المستديرة الرابعة للجنة الدولية المعنية بالمفقودين في سوريا، بمشاركة مسؤولين حكوميين من الشرق الأوسط وأوروبا وشمال أفريقيا، حيث ناقش المشاركون استراتيجيات تعزيز التعاون الإقليمي والدولي للكشف عن مصير المفقودين في سوريا.
حملت الجلسة، التي عُقدت في مقر بيت أوروبا تحت عنوان “الكشف عن المفقودين هو استثمار في السلام والاستقرار”، طابعًا محوريًا في تسليط الضوء على أهمية معالجة ملف المفقودين كخطوة أساسية لتحقيق الاستقرار في سوريا والمنطقة.
في افتتاح الجلسة، شدد مفوض اللجنة الدولية لشؤون المفقودين، أليستير بيرت، على أن تحديد مصير المفقودين يمثل حجر الزاوية للسلام، موضحًا أن “تعزيز التعاون بين دول الشرق الأوسط وأوروبا يمكن أن يسرّع من جهود تحديد أماكن المفقودين بين اللاجئين والنازحين”.
من جانبها، أكدت آن سنو، المبعوثة البريطانية الخاصة إلى سوريا، على أهمية هذا اللقاء، واصفة إياه بأنه “أساسي لمعالجة مصير المفقودين كأساس لأي سلام مستدام في سوريا”.
كما ناقش الحضور دور أنظمة البيانات المركزية في توحيد الجهود، والحاجة إلى رفع الوعي حول القضية بين صناع القرار والجمهور.
تناول الاجتماع مسؤوليات الدول في التعامل مع هذا الملف، مع تسليط الضوء على أهمية التنسيق الدولي لمواجهة التحديات المشتركة.
وتضمنت الجلسة إحاطة حول الحوار الإقليمي المزمع عقده في العراق العام المقبل لتعزيز التعاون بشأن أزمة المفقودين.
يذكر أنه منذ بدء الثورة، ارتبط ملف المفقودين بانتهاكات واسعة ارتكبها نظام الأسد، منها الاعتقالات التعسفية والاختفاء القسري.
تشير تقديرات المنظمات الحقوقية إلى عشرات الآلاف من الأشخاص الذين اختفوا، مع اتهامات موثقة باستخدام النظام شبكات اعتقال وتعذيب واسعة النطاق.
ورغم المطالبات الدولية المتكررة، ما زالت الجهود الرامية إلى الكشف عن مصير هؤلاء المفقودين تواجه عراقيل كبيرة، في ظل غياب التعاون من قبل النظام واستمرار الصراع.