دعا المبعوث الأممي إلى سوريا غير بيدرسن إلى ضمان وقف فوري لإطلاق النار في غزة ولبنان، لتجنب جرّ سوريا إلى النزاع في المنطقة، وذلك في كلمة له بدمشق، حيث يزورها لإحياء مباحثات اللجنة الدستورية.
وعقد وزير خارجية الأسد بسام الصباغ والمبعوث الخاص غير بيدرسن اجتماعاً في مبنى خارجية النظام بدمشق، حيث ناقش الطرفان تطورات الأوضاع الراهنة في المنطقة، وملف اللجنة الدستورية وإمكانية استئناف المحادثات المتوقفة منذ أكثر من عامين.
وقالت مصادر روسية إن الاجتماع تطرق إلى قضية اختيار مكان لعقد اجتماع “لجنة مناقشة تعديل الدستور”، بعد رفض روسيا والنظام إقامة الاجتماع في جنيف، واقتراح موسكو كل من سلطنة عمان ومصر والسعودية والعراق لانعقاد اللجنة.
وقال بيدرسن إن المناقشات التي أجراها مع الصباغ أكدت على ضرورة “وقف إطلاق النار في غزة ولبنان وأن لا تنجر سوريا أكثر إلى الصراع الدائر”.
وأضاف بيدرسن: “اتفقت مع الوزير صباغ على أن اللحظة حرجة للغاية ونحن متفقون على ضرورة وقف التصعيد لأن هذا أمر بالغ الأهمية، وأكدنا على ضرورة تحرك المجتمع الدولي عندما يتعلق الأمر بالأوضاع في غزة لبنان وسوريا وقد لاحظنا أيضا ارتفاع منسوب التوتر في العراق”.
وتابع: “هنا أرى مقدار الحرج الذي وصلت إليه الأوضاع ولذلك علينا متابعة العمل على تخفيف التصعيد”.
وتابع بيدرسن في تصريحات نقلها موقع روسيا اليوم: “كما نرى هنا أهمية أن يتحمل المجتمع الدولي مسؤوليته في هذا الجانب وأن يستمر في تمويل (النظام السوري) في ظل هذا الوضع الحرج، وعلينا أن لا ننسى الصورة الكاملة لهذا الوضع وهي أن سوريا تحتاج إلى عودة الاستقرار ومن أجل إنجاز ذلك علينا إيجاد سبل للتفاهم حول كافة المسائل لذلك يجب معالجة الوضع السياسي والأمني وإعادة تأهيل سيادة سوريا واستقلالها، ومعالجة قضايا الاقتصاد والعقوبات المفروضة ومسائل إعادة الإعمار وإيجاد الحلول ومعالجة ملف الموقوفين”.
وفي 20 تشرين الثاني، وصل المبعوث الأممي إلى سوريا، غير بيدرسن، إلى دمشق اليوم في زيارة تمتد لعدة أيام، تهدف إلى بحث استئناف محادثات اللجنة الدستورية مع مسؤولي حكومة الأسد، وسط توقف طويل منذ بدء الحرب الروسية على أوكرانيا.
ووفق صحيفة “الوطن” الموالية، سيتناول بيدرسن خلال زيارته ملف اللجنة الدستورية في ظل تعقيدات تعترض الاتفاق على مكان انعقادها، وتأتي زيارته الثانية هذا العام بالتزامن مع تصعيد إسرائيلي متواصل في المنطقة وتوترات داخل سوريا.
وقبيل وصوله إلى دمشق، أجرى بيدرسن زيارة إلى العاصمة الأردنية عمان، التقى خلالها وزير الخارجية أيمن الصفدي، حيث ناقشا جهود دفع الحل السياسي في سوريا.
وقبل الزيارة بيومين، أعلن المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى سوريا، ألكسندر لافرنتيف، أن سلطنة عُمان، ومصر، والسعودية، والعراق أعلنت استعدادها لاستضافة اجتماعات اللجنة الدستورية السورية.
وأضاف لافرنتيف في تصريح لوكالة “تاس” الروسية أن جنيف هي المكان الوحيد المرفوض من قبل الجانب الروسي، بينما أعربت موسكو عن استعدادها للعمل في أي من الأماكن الأخرى المقترحة.
وبحسب الدبلوماسي الروسي، وردت اقتراحات لعقد الجلسات في كل من مسقط والقاهرة، حيث يبقى الخيار المصري مطروحاً على الطاولة، كما كان هناك خيار تنظيم الاجتماعات في الرياض.
ولفت إلى أن خيار بغداد قوبل بالرفض من قبل المعارضة السورية، التي تعتبر أن دعم العراق لدمشق يجعله مكاناً غير محايد، مضيفاً: “لا تزال المعارضة تصر على رفض هذا الخيار، رغم أنه لا يمكن أن يؤثر على سير المفاوضات الدستورية”.
وتابع أن استئناف عمل اللجنة الدستورية يمثل ضرورة، لكنه شدد على صعوبة التأثير على مواقف الأطراف المختلفة بشأن مكان عقد الاجتماعات.