أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية أن وفداً رفيع المستوى من الدبلوماسيين الأمريكيين سيزور دمشق اليوم الجمعة للقاء السلطات السورية الجديدة، في أول اجتماع رسمي ومباشر بين واشنطن والحكومة الجديدة في سوريا.
ويضم الوفد كلاً من باربرا ليف، الدبلوماسية البارزة في شؤون الشرق الأوسط، والمبعوث الرئاسي لشؤون الرهائن روجر كارستينز، إضافة إلى دانيال روبنستين، الذي تم تعيينه مؤخراً لقيادة جهود الخارجية الأمريكية في سوريا.
تهدف الزيارة إلى مناقشة مبادئ الانتقال السياسي، بما في ذلك احترام حقوق الأقليات والشمولية، وهي شروط تسعى واشنطن إلى تضمينها في العملية السياسية الجديدة. كما يسعى الوفد للحصول على معلومات بشأن الصحفي الأمريكي أوستن تايس، المحتجز منذ عام 2012، ومواطنين أمريكيين آخرين فقدوا خلال حكم نظام الأسد.
وتأتي هذه الخطوة بعد تواصل دبلوماسي فرنسي وبريطاني مع الحكومة السورية الجديدة وزعيمها أحمد الشرع، وسط إشارات إلى احتمال مراجعة تصنيف هيئة تحرير الشام على قائمة المنظمات الإرهابية.
وأشار متحدث باسم الخارجية الأمريكية إلى أن الوفد سيعقد لقاءات مع أعضاء من المجتمع المدني ونشطاء سوريين لبحث رؤيتهم لمستقبل البلاد وكيفية دعم الولايات المتحدة لهم.
كما يخطط الوفد للقاء ممثلي هيئة تحرير الشام، في إطار مناقشة المبادئ التي اتفقت عليها الولايات المتحدة وشركاؤها الإقليميون في اجتماعات العقبة بالأردن.
وكان وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، دعا هيئة تحرير الشام في سوريا إلى الوفاء بتعهداتها بالاعتدال والاستفادة من دروس سقوط نظام الأسد، محذراً من تكرار تجربة عزلة طالبان في أفغانستان.
وفي كلمة ألقاها بلينكن بمركز “كاونسل أون فورين ريليشنز” بنيويورك، أشار إلى تجربة طالبان قائلاً: “حاولت طالبان إظهار وجه أكثر اعتدالاً عند استلامها السلطة في أفغانستان، لكن سرعان ما ظهرت حقيقتها، مما أدى إلى استمرار عزلتها دولياً”، وفقاً لوكالة فرانس برس.
وأضاف: “إذا كنتم تريدون تجنب العزلة، فهناك خطوات ضرورية لدفع البلاد نحو الأمام”. وذكّر بتجربة طالبان التي أعادت فرض تفسير متشدد للشريعة بعد انسحاب القوات الأميركية من أفغانستان عام 2021، ما أعاق تواصلها مع المجتمع الدولي.
كما حث بلينكن على تشكيل حكومة سورية “غير طائفية” تضمن حماية الأقليات وتواصل مواجهة تنظيم الدولة (داعش)، إلى جانب إزالة الأسلحة الكيميائية المتبقية.
وفي ختام حديثه، أشار إلى أن هيئة تحرير الشام يجب أن تأخذ عبرة من سقوط نظام الأسد، داعياً إلى تسوية سياسية مع الأطراف الأخرى. وقال: “إصرار الأسد على رفض أي عملية سياسية كان أحد الأسباب الرئيسية لسقوطه”.
ورغم فك هيئة تحرير الشام ارتباطها بتنظيم القاعدة عام 2016 وقيادتها هجوم المعارضة لإسقاط النظام، ما تزال مُدرجة كمنظمة “إرهابية” في العديد من الدول الغربية، وخاصة في الولايات المتحدة.