أكد رئيس الحكومة اللبناني المستقيل، سعد الحريري، في مقابلة مع مجلة “باري ماتش” الفرنسية، نُشرت اليوم الخميس، أن حياته لا تزال مهددة من نظام بشار الأسد.
وقال الحريري إن “التهديدات موجودة دائماً. لدي العديد من الأعداء، منهم المتطرفون ومنهم نظام الأسد. لقد أصدر هذا الأخير حكما بالإعدام ضدي”.
ويتهم الحريري نظام الأسد بالوقوف وراء اغتيال والده في تفجير ضخم في العام 2005. واتهمت المحكمة الدولية المكلفة النظر في الجريمة خمسة عناصر من ميليشيا “حزب الله” اللبناني، حليف الأسد بالتورط في العملية.
واعتبر الحريري الذي يتخذ موقفاً معارضاً للأسد منذ مقتل والده في 2005، أن “روسيا وإيران هما من انتصرا في الحرب وليس بشار الأسد”، على حد تعبيره.
ومنذ العام 2015، وبفضل الغطاء الجوي الروسي والدعم العسكري الإيراني، استعادت قوات الأسد زمام المبادرة على الأرض في مواجهة تنظيم “الدولة”، وفصائل المعارضة السورية على حد سواء.
ويشارك “حزب الله” المدعوم من طهران والمشارك في حكومة الحريري، منذ 2013 في القتال بسوريا إلى جانب قوات الأسد. ورفض الحريري على الدوام مشاركة الحزب في الحرب بالأراضي السورية. وقال أخيراً إن “العودة عن استقالته نهائيا مرهونة بوقف تدخل حزب الله في نزاعات المنطقة”.
ورداً على سؤال حول موقفه في حال استهدفت إسرائيل “المصالح الإيرانية وحزب الله في سوريا”، قال الحريري “لن نفعل شيئاً إذا الأمر حدث في سوريا (…) ستكون هذه مشكلة سوريا لا مشكلة لبنان”.
وأضاف الحريري في المقابلة: “في لبنان، لحزب الله دور سياسي. لديه أسلحة ولكنه لا يستخدمها على الأراضي اللبنانية. إن مصلحة لبنان هي بضمان عدم استخدام هذه الأسلحة في أماكن أخرى”. مشيراً إلى أنه يخشى أن “تدخل ميليشيا حزب الله في الخارج سيكلف لبنان غالياً. لن أقبل أن يشارك حزب سياسي لبناني في مناورات تخدم مصالح إيران”، وفق قوله.
وكان الحريري توجه مساء أمس الأربعاء إلى باريس في زيارة عائلية. وقال عبر “تويتر”، “الأمور إيجابية كما تسمعون، وإذا استمرت هذه الإيجابية، فإننا إن شاء الله نبشر اللبنانيين في الأسبوع القادم (…) بالرجوع عن الاستقالة”.
وشهد لبنان منذ نحو شهر سابقة في تاريخه، مع تقديم الحريري استقالته بشكل مفاجئ من الرياض وبقائه فيها لأسبوعين وسط ظروف غامضة ترافقت مع شائعات حول “احتجازه”، قبل أن تثمر وساطة فرنسية انتقاله إلى باريس، ثم إلى بيروت حيث أعلن تريثه في موضوع الاستقالة، فيما نفت السعودية أن تكون قد احتجزته.
وأجرى الرئيس اللبناني ميشال عون في بداية الأسبوع الحالي مشاورات مع القوى السياسية للتوصل إلى حل لقضية استقالة الحريري.
وطن اف ام