قال مركز تفكير إسرائيلي مرموق إن حكومة الاحتلال مطالبة بالمبادرة لتدشين تحالف وشراكة مع أكراد سوريا.
وبحسب “مركز أبحاث بيغن السادات للدراسات الاستراتيجية” التابع لجامعة “بارإيلان” فإن فرص تدشين تحالف مع القوى العربية السنية في سوريا “تؤول إلى الصفر، لأنها ذات توجهات متطرفة، ولا يمكن وصف أي منها بالمعتدلة”، وفق وصفه.
في حين رأى أن الجماعات الأخرى التي وصفها بـ”المذهبية” تصطف إلى جانب نظام الأسد، المدعوم من إيران.
وشددت الدراسة التي نشرها المركز على موقعه الثلاثاء على أن توثيق التحالف مع الأكراد في سوريا سيحسن من قدرة إسرائيل على مواجهة كل من إيران وتركيا، مشيرة إلى أن من مصلحة إسرائيل أن يعمل الأكراد على التصدي للنفوذ التركي في شمال سوريا ومحاولة تصدير المتاعب لأنقرة، على اعتبار أن هذا السلوك ينسجم مع المصالح الاستراتيجية لإسرائيل.
وأوضحت الدراسة أن تعزيز مكانة الجيب الكردي شمال شرق سوريا يمكن أن يسهم في تقليص مكانة تركيا لدى الولايات المتحدة وحلف الناتو، مشيرة إلى أن القيادة الإسرائيلية يمكنها أن تطلب من الإدارة الأمريكية استغلال نفوذها لدى الأكراد السوريين من أجل السماح بتدشين قاعدة جوية تكون بديلة عن قاعدة “إنجرليك” التركية، التي يستخدمها سلاح الجو الأمريكي، وأسلحة الجو التابعة لدول حلف الناتو في العمليات العسكرية التي تنفذها في المنطقة.
وسجلت الدراسة أن ما يعزز من فرص تدشين القاعدة المذكورة، حقيقة أن قادة الكرد السوريين دائما يصرون على ضرورة بقاء القوات الأمريكية في مناطق نفوذهم من أجل تحسين قدرتهم على مواجهة التحولات الإقليمية.
وأوضحت الدراسة أن وجود كردي نشط في سوريا “قد يسهم في إبعاد القوى الشيعية المدعومة من إيران، لا سيما حزب الله عن الحدود مع إسرائيل”، موضحة أن التعاون مع الأكراد يمكن أن يقلص من قدرة إيران على تنفيذ مخططها الهادف إلى إيجاد ممر بري يربط “مضيق هرمز” بالبحر الأبيض المتوسط مرورا بكل من بغداد ودمشق وبيروت.
وشددت الدراسة على أن تدشين تحالف مع أكراد سوريا يتطلب أولا تغيير إسرائيل نهجها القائم على عدم التدخل في الواقع الداخلي في سوريا طالما لا يؤثر بشكل مباشر على أمنها القومي، حاثة على القطيعة مع هذه الاستراتيجية من خلال تعزيز التحالف مع أكراد سوريا.
وبحسب الدراسة، فإن إسرائيل يمكنها أن تتفاهم مع قيادة الجيب الكردي على تدشين أنبوب لنقل النفط يربط إسرائيل بمنطقة النفوذ الكردي، بحيث يمر بالأردن، مشيرة إلى أن تنويع مصادر الطاقة، لا سيما النفط ينطوي على أهمية استراتيجية بالنسبة لتل أبيب.
وطن اف ام