طالبت المحامية الإيرانية شيرين عبادي الحاصلة على جائزة نوبل للسلام، المجتمع الدولي بالسعي الجاد إلى محاكمة رئيسة حكومة ميانمار وقادة جيشها، في محكمة دولية مستقلة، بتهمة ارتكابهم جرائم حرب.
وأوضحت عبادي في تصريح للأناضول، أنّ الجرائم التي ارتُكبت بحق مسلمي اقليم أراكان بميانمار، ترتقي إلى مستوى جرائم حرب، مشيرةً أنّ مسلمي الروهنغيا يتعرضون منذ 40 عاما لإبادة بطيئة.
وتابعت عبادي الناشطة في مجال حقوق الإنسان، قائلةً: “ذهبت إلى بنغلاديش برفقة الناشطتين في حقوق الإنسان، الأيرلندية الشمالية ميرياد ماغواير واليمنية توكل قرمان، والتقينا مع 100 امرأة أراكانية، بعضهن تعرضن للاغتصاب والبعض الآخر شاهدن عمليات الاغتصاب بأعينهن”.
وأكّدت عبادي أنّ قصص الاغتصاب والتعذيب التي استمعت إليها من نساء مسلمي الروهنغيا، تعتبر من الحوادث التي تقشعر لها الأبدان.
وأشارت أنها تلقت معلومات كافية وتفصيلية عن المجازر والمظالم والممارسات الخارجة عن القيم الإنسانية التي ارتكبتها قوات جيش ميانمار ضد النساء والأطفال والمسنين والشباب في اقليم أراكان.
وأردفت قائلة: “لن أتحدث عن المظالم والمجارز التي حدثت في أراكان، لأن وسائل الإعلام زوّدت الرأي العام العالمي بمعلومات وافرة عن تلك المجازر، وأود أن أقول أنّ معظم جنود الجيش الميانماري هم من البوذيين، وهذا الجيش منذ الماضي وحتى يومنا هذا، يعمل على مبدأ معاداة الإسلام”.
وأضافت أنّ رئيسة حكومة ميانمار، أونغ سان سو تشي، ظلّت أسيرة مفهوم ظاهرة عداء الإسلام، بداعي أنّ هذا المفهوم عزز مزاعم دفاع جيش ميانمار عن البلاد ضد “الإرهاب الإسلامي”.
وأعربت عبادي عن استيائها لرفض سو تشي الحاصلة أيضا على جائزة نوبل للسلام، صحة الوثائق التي تُثبت ارتكاب قوات ميانمار مجازر بحق مسلمي الروهنغيا في أراكان.
واستطردت قائلةً: “أعتقد أنّ رفض سو تشي للمجازر التي حدثت في أراكان، لا يقل شأنا عن فظاعة الاغتصاب الممنهج للنساء وخلع ملابسهن أمام الأنظار وفي الشوارع، وسبق للمبعوثة الأممية إلى بريميليا باتين أن أعربت عن استيائها لرفض رئيسة وزراء ميانمار ارتكاب جيشها جرائم بحق سكان أراكان”.
وأكّدت عبادي أنّ التزام سو تشي الصمت حيال الجرائم التي ترتكب في اقليم أراكان، سيحملها مسؤولية أخلاقية وقانونية حيال ما يحصل في تلك المنطقة.
كما أشارت إلى أنّ الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، وصف قبل عدة أيام، ما يحصل في اقليم أراكان بالإبادة الجماعية.
وحسب معطيات الأمم المتحدة، فر نحو 700 ألف من مسلمي الروهنغيا من ميانمار إلى بنغلاديش، 60 بالمائة منهم أطفال، بعد حملة قمع بدأتها قوات الأمن في 25 أغسطس/آب 2017، ووصفتها المنظمة الدولية والولايات المتحدة بأنها “تطهير عرقي”.
وطن اف ام / وكالات