سوريا

بسبب احتجازهم.. مهاجرون سوريون مضربون عن الطعام في قبرص منذ أسابيع

يواصل مهاجرون سوريون لليوم الثالث والعشرين على التوالي الإضراب عن الطعام في جزيرة قبرص اليونانية احتجاجا، على احتجازهم من قبل السلطات في ظروف إنسانية سيئة بعد رفض طلب لجوئهم.

ويشتكي المهاجرون السوريون، الذين اختاروا إذاعة وطن لنقل معاناتهم من سوء معاملة السلطات لهم، واحتجازهم بتهم تهديد الأمن القومي للبلاد، دون إتاحة الفرصة لتوكيل محامين للدفاع عنهم، حيث أبقت السلطات السرية على التحقيقات.

وذكر المحتجزون في رسالة صوتية لوطن، اليوم الخميس 30 كانون الثاني، أن وضعهم لم يتغير بعد أكثر من ثلاثة أسابيع على بدء الإضراب الكامل عن الطعام، موضحين أن شخصيات من الحكومة القبرصية والأمم المتحدة زارتهم واطلعت على مطالبهم مع تقديم وعود.

 

وكان المهاجرون المحتجزون في مركز “منويا” ناشدوا في بيان صدر في 8 كانون الثاني الجاري، “أحرار العالم” لإنقاذهم من مركز الاحتجاز، موضحين أنهم تفاجؤوا بتعرضهم للتحقيق والمساءلة بعد تقديمهم طلبات لجوء لدى السلطات القبرصية.

وذكرت مجموعة الشباب السوريين في البيان: “تفاجأنا منذ لحظة وصولنا أنه يتم التحقيق معنا من جهات لم تعرف عن نفسها على أساس أننا متهمين وكأننا مجرمين وبعد التحقيقات نُقلنا للحجز بحجة أنهم وجدوا أسماءنا في قوائم المطلوبين وأننا نشكل خطرا على أمنهم القومي”.

وأشارت المجموعة إلى أن السلطات ركزت في التحقيقات على ديانتهم وطائفتهم وصلاتهم وحضورهم للمساجد وعن أرائهم السياسية.

وشدد البيان على أن المهاجرين السوريين المحتجزين باتوا “ضحية توجه سياسي عنصري معين في قبرص يعتمد على تقارير يحصل عليها من النظام السوري” مشيرا بالقول: “النظام يستخدمنا نحن للوقوف في وجه تدفق مزيد من اللاجئين السوريين إلى قبرص”.

وبحسب البيان فإن الشبان لجؤوا للقضاء في قبرص ووكلوا محامين دون أي يحصلوا على أي نتائج إيجابية موضحا أنه: “كان قرار المحكمة موحدا لكل القضايا التي عرضت عليهم فالاحتجاز – من وجهة نظرهم – شرعي والحجة هي تهديد الأمن القومي”.

وحمّل الشبان المهاجرون، الدولة القبرصية والجهة التي أمرت باحتجازهم المسؤولية عن حياتهم، وناشدوا لإخراجهم من هذه المراكز بشكل آمنة ليعودوا لعوائلهم وأطفالهم.

ويشتكي الشبان المحتجزون من البرد الشديد والاحتجاز في ظروف إنسانية قاسية وفق ما تحدثوا في تسجيلات مصورة، ويقول أحدهم: “كانت ليلة قاسية جداً لم نستطع النوم مع المحاولات المتكررة بسبب برودة الأرض فلا عازل بين الأرض وأجسامنا إلا أغطية رقيقة ما استطاعت مقاومة برودة الأسمنت”.

وعلى عكس القسم الجنوبي (التركي) من جزيرة قبرص، يشكل اللجوء إلى الجزء اليوناني من الجزيرة خيارا سيئاً حيث لا يتم منح إقامات ويرمى بطالبي اللجوء في مخيمات، بحسب تجارب مهاجرين سابقين.

ومنذ مطلع العام الماضي تشهد قبرص اليونانية تزايدا في أعداد المهاجرين الواصلين إلى الجزيرة الأوروبية، وقد تضاعفت أعداد طلبات اللجوء في قبرص بأكثر من ثلاثة أضعاف، من 730 شخصًا في 2017 إلى أكثر من 3000 في بداية عام 2019.

وفي عام 2017، انتقدت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين الظروف المعيشية للمهاجرين في “مركز الاستقبال والإقامة” جنوب نيقوسيا ، الذي تديره خدمة اللجوء في قبرص اليونانية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى