قالت الأمم المتحدة إن أكثر من 13 مليون إنسان في سوريا يعانون من مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائي، في ظل الأوضاع المعيشية المتردية والأزمات الاقتصادية المتزايدة في البلاد، وذلك بحسب تصريحات أدلى بها ممثل مكتب الأمم المتحدة لتنسيق المساعدات الإنسانية (أوتشا) في جنيف راميش راجاسينغهام خلال جلسة حول الوضع الإنساني في سوريا بمجلس الأمن الدولي.
وأضاف راجاسينغهام أن الاقتصاد السوري انكمش بنسبة 1.2 بالمئة العام الماضي، ويتوقع أن ينكمش بنسبة 1.5 بالمئة العام الحالي، مردفاً: “يعاني أكثر من 13 مليون شخص، أي أكثر من نصف سكان سوريا، من مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائي، كما أن أكثر من 650 ألف طفل دون سن الخامسة أعيق نموهم بسبب سوء التغذية”.
وأعرب عن توقّعه أن يزداد انعدام الأمن الغذائي في سوريا خلال الأشهر الخمسة المقبلة بسبب الأزمة الاقتصادية والصراع المستمر في البلاد وبمنطقة أوسع.
يُذكر أنه في 20 حزيران الجاري، بدأ برنامج الأغذية العالمي بتوزيع المساعدات الغذائية الطارئة في مناطق سيطرة الأسد، وهي المساعدات التي سيقتصر عليها نشاط البرنامج الذي يشهد فجوة تمويل كبيرة جداً.
وفي تقرير له، قال البرنامج إنه استطاع في شهر أيار الماضي الوصول إلى مليون ومئة ألف شخص في جميع أنحاء سوريا بالمساعدات الغذائية الطارئة، بما في ذلك المناطق التي يسيطر عليها النظام، وذلك لأول مرة منذ توقف برنامج المساعدات الغذائية العامة في كانون الثاني الماضي بسبب نقص التمويل.
على الرغم من الاستهداف الدقيق والأولويات، سيتمكن البرنامج من دعم ثلث السكان الذين يعانون من انعدام الأمن الغذائي الشديد فقط بالتمويل الحالي، فيما تلقى البرنامج في العام الجاري سبعة وعشرين مليون دولار أميركي كمساهمات مؤكدة، مقارنة بمبلغ مئة وسبعة وثمانين مليون دولار أميركي في نفس الوقت من عام ألفين وثلاثة وعشرين.
وقال البيان: “يؤدي عدم وضوح الرؤية بشأن التمويل لعام 2024 إلى إعاقة التخطيط التشغيلي”.
وبحسب تقرير للبرنامج فإنه إلى جانب أزمة التمويل، ارتفعت أسعار الغذاء في سوريا بنسبة 83% خلال نفس الفترة، ما يؤكد على حدة الأزمة الاقتصادية والغذائية التي تواجهها البلاد.