يبدي أهالي محافظة السويداء قلقا متصاعدا، ويخشون من عواقب وخيمة، بعد ازدياد الحديث عن تحالف أجهزة نظام الأسد الأمنية مع متزعمي عصابات الخطف والسرقة في المحافظة، في وقت تسعى فيه السويداء لِلملمة جراحها، وطي صفحة زمن طويل من الانفلات الأمني.
شبكة “السويداء 24” سلطات الضوء على ظاهرة التقارب الملحوظ بين مخابرات الأسد وشخصيات معروفة محليا بسجلها الأسد، بسوابق الخطف والابتزاز والسرقة، وكيف بدا الأثر السلبي ذلك بالظهور عبر عودة موجات الخطف والسرقة خلال الفترة الماضية بشكل ملحوظ وغير مسبوق.
وذكرت الشبكة في تقرير نشرته الأربعاء 20 تشرين الثاني، أن ارتفاع معدل الخطف والسلب، تزامن مع ابرام العشرات من أفراد العصابات تسويات أوضاع مع الجهات الأمنية، لإعادة سجلاتهم العدلية “نظيفة” من الحق العام، والسماح لهم بمتابعة الدعاوى الشخصية وحلها.
ونقلت “السويداء 24” عن أحد المهتمين بالشأن المحلي والأمني (لم تسمه) أن الطروحات التي تدور حالياً، تتمركز ضمن مسارات محدودة، أولها التسويات بين متزعمي العصابات والأجهزة الأمنية واحتضانها لهم.
ويقول في هذا الصدد “كأنهم خرجوا في الأساس من هذا الاحتضان، وكثير منهم يلتقون بالقيادات الأمنية على مختلف المستويات بشكل شبه دائم”.
ويؤكد المصدر أن الشارع في السويداء بات على قناعة تامة بوجود ارتباط وثيق بين الأجهزة الأمنية وعصابات الخطف، حين إن الاتصالات الهاتفية مفتوحة بشكل دائم بين الجانبين، الأمر الذي لم ينعكس بشكل إيجابي على المجتمع.
ويشير المصدر إلى أن المسار ثاني يتحدث عن رفع الغطاء العائلي عن المتهمين بالجرائم، في محاولة لتحميل المجتمع مسؤولية أفعال المجرمين، في حين أن الغطاء الحقيقي لهم هي علاقاتهم الأمنية، والمصالح المتبادلة مع المتنفذين، حيث يبدو أن تلك الجرائم تأتي على هامش العلاقات والمصالح، وهي كما يقول بعض ممثلي الدولة لا تشكل خطراً على الدولة.
ويبلغ عدد متزعمي العصابات الذين يتحالف نظام الأسد معهم في السويداء بحوالي 150 شخصاً وفق تقديرات شبكة “السويداء 24”.
ومرت محافظة السويداء بأزمة انفلات أمني طويلة خلال السنوات الماضية، كان أكثرها دموية هجوم تبناه تنظيم داعش على المدينة والريف أسفر عن مئات الشهداء والجرحى المدنيين، وسط اتهامات لنظام الأسد بتسهيل دخول عناصر داعش، لمحاولة إركاع المدينة.
يذكر أن التحالف مع المجرمين وأصحاب السوابق، هو أسلوب انتهجه نظام الأسد في جميع المحافظات السورية، لإنشاء المليشيات المسلحة الموالية له، وخاصة مليشيا “الدفاع الوطني”.