أحدثت المناهج الجديدة التي أصدرتها وزارة التربية في حكومة الأسد صدمة عند أولياء الأمور والمواطنين في سوريا وخارجها، لما استمت به من تدنٍ معرفي وإسفاف لغوي.
واتهم عدد من الموالين للأسد من وضعوا تلك المناهج بأنهم عمدوا إلى عملية “تخريب مقصود وتلبييس متعمد”. وعبروا من خلال عريضة نشرتها صفحة “يوميات قذيفة هاون في دمشق” بمجموعة من المطالب منها: “مساءلة ومحاسبة وزارة التربية بالكامل، إلغاء هذا المنهاج برمته (..)، إقالة رئيس المركز الوطني لتطوير المناهج مع كامل الفريق الذي شاركه وتقديمهم للمحاكمة (..)، تغريم الفريق المسؤول بتكلفة إلغاء المنهاج لأن خزينة الدولة هي ملك للشعب السوري ومن حق هذا الشعب وحده معرفة ما تم صرفه هدراً”.
وانتقلت قضية المناهج إلى مجلس الشعب الناطق باسم نظام الأسد، حيث طالب بعض أعضائه بمحاسبة من وضع المنهاج. دون أن يتم شيء من ذلك حتى الآن.
وبعد الانتقادات الكبيرة التي تعرض لها المنهاج الجديد، أصدر وزير التربية التابع لحكومة الأسد “هزوان الوز” اليوم قراراً يقضي باستبدال القصيدة الواردة في درس يوم الأول في كتاب التربية الموسيقية للصف الأول الصفحة رقم /6/ ليتم استبدالها بقصيدة “وطني” للشاعر سائر ابراهيم.
والقصيدة المذكورة بعنوان “الفيل يستحم” فيها إسفاف لغوي كبير حيث تقول كلماتها: “طش طش انهمر الماء حلت ضوضاء، اش اش قال المحار الجبل انهار” واعتبر متابعون أن هذا المضمون الهش يعدُّ انحداراً في مستوى التعليم في سوريا.
ويعتبر ياسر الأطرش الذي حُذفت قصيدته، من مدينة سراقب بريف إدلب، من الأدباء الذين ساندوا الثورة منذ انطلاقها، واستقال من اتحاد الكتاب العرب عام 2012، بعد 13 سنة من انتسابه إليه.
إلا أن وزير التربية في حكومة الأسد دافع عن القصيدة قبل أن يصدر قراره الأخير باستبدالها، وقال في لقاء تلفزيوني بث أمس: “أن هذه لغة عربية فصحى” وهي من كتاب التربية الموسيقية “لتعليم السلم الموسيقي”.
وقد تبع معلمون في مدارس النظام وزيرهم، ودافعوا عن القصيدة كون مفرداتها من اللغة الفصحى، وطالبوا بحسب “موقع دمشق الآن” بـ”ضرورة إعطاء الفرصة للمعنيين بوزارة التربية لتوضيح مقاصد عملية تحديث وتطوير المناهج وإبراز معايير اختيار النصوص وأغلفة الكتب المدرسية وأهدافها قبل إطلاق الأحكام المسبقة من غير الاختصاصيين ومن غير القائمين على العملية التربوية”. على حسب قولهم.
وقد رد مواطنون سوريون على هذا الكلام بأن في اللغة العربية كلمات كثيرة لا يجب أن توضع في المناهج، وأن التربية وظيفتها تنمية الحصيلة اللغوية والمعرفية للطالب وتطوير حسه الجمالي وليس العكس.
الجدير بالذكر أن النظام التعليمي في سوريا كان يعتبر الطالب راسباً في حال عدم حصوله على 50% من العلامة النهائية للغة العربية، ومن ملامح المنهج الجديد الذي اعتمده نظام الأسد، انخفاض في مستوى اللغة العربية، حيث تم إدخال كلمات أغاني مطربين باللهجة المحلّية، في منهاج الدراسة.
وطن اف ام / مواقع