قالت منظمة هيومن رايتس ووتش أن محاسبة أحد العناصر السابقين بقوات الأسد في السويد بعدما وصلها لاجئاً، تمثل بداية مبشرة لمحاسبة مرتكبي الانتهاكات في سوريا، مشيرةً إلى الطرق القانونية التي اتبعتها السويد لمحاكمته.
حيث يخضع العنصر في قوات الأسد محمد العبد الله، للمحاكمة في السويد التي قدم اللجوء فيها عام 2015، إثر صور نشرها على وسائل التواصل الاجتماعي خلال قتاله لصالح الأسد في سوريا، وبدا متباهياً وهو يقف على جثامين ضحايا مدنيين قتلتهم قوات الأسد.
وبدأت الاثنين، محاكمة العبد الله الذي وجهت له محكمة سويدية اتهامات بارتكاب انتهاكات، وقال الادعاء العام في محكمة سودرتورن جنوب ستوكهولم، إن الرجل مشتبه به بارتكاب جرائم حرب في العام 2014 حين كان يخدم مع قوات الأسد، وأكد المدعي العام هنريك أتوربس، أن ما قام به المتهم يعتبر انتهاكاً للكرامة الشخصية، وللقانون الدولي لحقوق الإنسان.
ولفتت رايتس ووتش إلى أن ما يجري في سوريا ولد سيلاً لا نهاية له من الصور واللقطات المروعة، وأن الرابط المشترك في الفيديوهات التي تتضمن انتهاكات هو إهانة إنسانية مروعة للضحايا، متسائلة حول سبب تصوير الجندي بهذه الوقفة، من أجل نشر الخوف بين أعدائه، أم التباهي أمام أصدقائه، أم للذكرى، موضحة أن ما تعرفه هو أنه فعل ذلك لأنه متيقن أنه سيفلت من العقاب، شأنه في هذا شأن من يصوّر نفسه خلال ارتكاب الجرائم الفظيعة.
وشددت المنظمة على أن الجندي العبد الله كان ليُفلت بفعلته، غير أن النشطاء السوريين والادعاء العام في السويد قاموا بتتبع عبد الله في السويد عبر منشوراته على فيسبوك وأعلموا الادعاء العام به.
واستخدم المحققون والمدعون العامون في السويد، قانونهم الجنائي المحلي، استنادا إلى المبدأ القانوني المعروف باسم الولاية القضائية العالمية، لمقاضاة بعض الجرائم الدولية المرتكبة في سوريا. وأشارت رايتس ووتش إلى أن التحقيق في الجرائم التي تقع خارج نطاق الولاية القضائية ليس بالأمر اليسير.
الجدير بالذكر أن النيابة العامة السويدية فشلت في توجيه اتهامات إلى عبد الله العام الماضي بإعدامه الرجال الذين يقف فوقهم في الصورة لعدم كفاية الأدلة، غير أن لائحة الاتهام الصادرة في 14 أيلول 2017 تستخدم الأدلة القائمة لتوجيه الاتهام إليه بالتعدي على الكرامة الشخصية، التي تم تعريفها على أنها تشمل إذلال أو إهانة حرمة الجثة أو انتهاكها بأشكال أخرى.
كذلك اعتبرت أن السعي إلى المساءلة عن انتهاك حرمة الجثث قد تفاجأ البعض نظرا إلى سفك الدماء الحاصل في سوريا، والعكس صحيح فمن خلال الاعتراف بالكرامة المتأصلة للضحايا حتى بعد وفاتهم، يتحدى الادعاء العام السويدي اللامبالاة الجماعية تجاه مصير السوريين.
وكانت مجلة تابلت الأمريكية، نشرت تقريراً في شباط 2016 سلطت فيه الضوء على وجود مجرمي حرب من قوات نظام الأسد والميليشيات المساندة له في الدول الأوروبية طلباً للجوء، وقالت المجلة في تقريرها إن الخطر الذي يهدد أوروبا ليس داعش بل شبيحة الأسد.
وطن اف ام