كشف تقرير لموقع السورية نت، تفاصيل التدهور الطبي الحاصل في مدن ريف حمص الشمالي، التي تفرض قوات الأسد عليها حصارا خانقا.
وقال التقرير إن الوضع الطبي في ريف حمص الشمالي ما زال يتدهور، وإنه يمثل سبباً رئيسياً في وفاة مدنيين، سواءً لنقص الإمكانيات الموجودة بسبب الحصار الذي يفرضه نظام الأسد وقلة الكوادر الطبية، أو بسبب إهمال يُحمل السكان مسؤوليته إلى بعض الأطباء الموجودين هناك.
وأكد مراسل السورية نت، يعرب الدالي، أن النساء الحوامل هناك، يعشن معاناة ومخاطرة شديدة عند الولادة، خصوصاً اللاتي تحتاج منهن إلى عمليات قيصرية للولادة، والذي بدوره أدى إلى وفاة عدد منهن مع أجنتهن.
وأشار المراسل إلى حالة السيدة ملك الحاج محمد، وهي من قرية الطيبة في ريف الحولة، التي كانت آخر حالة توفيت وهي حامل بسبب نقص الرعاية الطبية، حيث كانت السيدة بحاجة إلى إجراءات إسعافية في الحولة، إلا أنه وفقاً لما ذكره سكان هناك، رفض طبيب في المنطقة إجراء عملية لها، حتى توفيت في الطريق أثناء نقلها إلى مشفى الرستن.
وقال الطبيب كمال بحبوح أخصائي الجراحة في مشفى الرستن، إن سبب وفاة السيدة ملك، وقد أشرف على حالتها الصحية المتدهورة قبل أن تلفظ أنفاسها الأخيرة.
وأوضح بالقول إن المرأة أصيبت بارتفاع توتر شرياني حملي، وأنها أصيبت في حالة إرجاج حملي أدى إلى الوفاة، موضحا أن الحل كان إنهاء الحمل كي تتحسن صحتها بشكل تلقائي وهو ما لم يحدث، إذ رفض الطبيب الجراح في الحولة إجراء هذا الإسعاف، وتوقف قلبها في الطريق إلينا.
كما وجه الطبيب بحبوح اتهاماً بالتقصير للطبيب الموجود في الحولة، ويُدعى جمعة دبسون، مؤكدا أن هذا خطأه لأنه من المفترض أن يقوم بإنعاش المريضة قبل تحويلها إلينا في أضعف الاحتمالات، مشيراً إلى أنهم حاولوا إنقاذ الجنين لكنه توفي هو الآخر.
ونوهت مصادر محلية أن حالة ملك ليست الأولى، إذ سبقتها 5 نساء أخريات توفيّن بذات الطريقة، نتيجة الإهمال الطبي، وسوء تصرف الطبيب دبسون، الذي اتهمه ناشطون في مدينة الحولة بأنه مزاجي انتقائي في اختيار الحالات التي يعالجها، وأنه يرفض استقبال المرضى من مناطق طلف، وعقرب، لأسبابه الخاصة، إلى جانب أنه لا يستقبل المرضى إلا في النهار فقط، وأشاروا إلى أنه يتقاضى على العملية ما بين 40 إلى 50 ليرة سورية.
تجدر الإشارة أن نقص عدد الأطباء في ريف حمص الشمالي يمثل مشكلة كبيرة لدى 300 ألف نسمة يعيشون هناك، ويقول عبد القادر من سكان منطقة الحولة، وأحد المتضررين جراء نقص الكوادر الطبية أنه خرج إلى مشافي الرستن، وتلبيسة، لمتابعة عمليات جراحية في ساقه وبطنه والسبب عدم ثقته في الطبيب الجراح دبسون، وفق قوله.
مؤكدا أن ذلك زاد من معاناته، بسبب الطريق الوعر الذي سلكه، إضافة لخطورة التنقل بين مناطق الريف بسبب الاستهداف المتكرر لها من قبل قوات الأسد.
وتحدث مدنيون التقتهم السورية نت أن بعض الأخطاء الطبية تؤدي إلى وفاة المريض، كما أنها تتسبب في بعض الأحيان في بتر أعضاء كخيار أسرع لمعالجة المرضى، وقالوا إنه لا رقيب ولا محاسبة للمسؤولين عن هذه الأخطاء.
ويحمل المدنيون نظام الأسد المسؤولية الكبرى في القطاع الطبي المتدهور في مناطقهم، إذ يمنع عنهم دخول المساعدات الطبية، فضلاً عن تعمد قواته استهداف المشافي الميدانية، وقتل الكوادر الطبية.
وطن اف ام – مواقع