أعلن رئيس الوزراء الروسي دميتري ميدفيديف لدى وصوله إلى الجزائر أمس، أنه سيبحث مع مسؤولين جزائريين كيفية إقناع المجموعة الدولية بـ «ترك الخلافات جانباً وتوحيد جهودها لمحاربة تنظيم داعش». وأكد ميدفيديف الذي وصل إلى الجزائر أمس، «تمسك روسيا والجزائر بمواقف متطابقة حيال قدرة وحق كل شعب في تحديد مصيره وحل مشكلاته الداخلية بطريقة مستقلة وبوسائل سلمية ضمن إطار القانون».
وبدأ رئيس الوزراء الروسي زيارة الجزائر التي تستمر يومين، بدعوة من نظيره أحمد أويحيى. وصرح قبيل وصوله لوكالة الأنباء الجزائرية، بأنه سيتحدث مع مسؤولين جزائريين عن «محاربة داعش»، لافتاً في هذا الشأن إلى أن «الوقت حان لوضع الدول خلافاتها وطموحاتها جانباً وتوحيد صفوفها لأجل هزيمة داعش والتنظيمات الإرهابية الأخرى التي تهدد الحضارة الإنسانية». وسيـلتقي ميدفيديف مسؤولين مدنيين وعسكريين جزائريين، كما يتوقع أن يلتقي الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة. وقال وزير الخارجية الجزائري عبدالقادر مساهل إن «المسؤول الروسي سيعقد خلال زيارته لقاءات بمسؤولين في الدولة وسيتم إبرام اتفاقيات لتعزيز العلاقات المتميزة التي تربط بين البلدين»، موضحاً أنه ستتم مناقشة قضايا ذات اهتمام مشترك كـ «النزاعات في المنطقة أو في الشرق الأوسط من خلال التطرق إلى الأوضاع في سورية والعراق واليمن».
واعتبر ميدفيديف أن التدخل الخارجي غير مقبول وأنه «انطلاقاً من ذلك فقط يمكن حل النزاعات في سورية وليبيا واليمن ومالي وإنقاذ سكانها من المأساة والحروب وإعطائهم فرصة الحياة العادية والهادئة، والأهم، منحهم حياة سلمية».
وأوضح أن «روسيا والجزائر تدعمان تعزيز الدور الرائد للأمم المتحدة ومجلس الأمن في حفظ السلام والاستقرار الدولي ونؤيد النظام العالمي المتعدد الأقطاب»، مؤكداً أن الدولتين متضامنتين، «فلا بد من تسوية النزاعات الإقليمية بوسائل سلمية على أساس ميثاق الأمم المتحدة واستناداً إلى مبدأ سيادة القانون الدولي».
وترتبط الجزائر وروسيا باتفاقات استراتيجية في ملفات نفطية وعسكرية وبحوار سياسي استراتيجي، بينما أشارت أنباء إلى احتمال توقيع صفقة طائرات شحن خلال الزيارة وصفقات عسكرية وفق مخطط مبرم منذ نحو 10 سنوات، ينصّ على تجديد عتاد الجيش الجزائري وتحسين قدراته القتالية.
وستوقّع الجزائر وروسيا في مناسبة هذه الزيارة اتفاقات شراكة في مجالات عدة لرفع حجم التبادلات التجارية التي تضاعفت السنة الماضية بحيث بلغت نحو 4 بلايين دولار. وأُعلنت أسماء شركات روسية يُحتمل دخولها في شراكات محلية في الجزائر مثل «غاز بروم»، «ترنسنفط» «نوفاطيق» «إينتير راو إنجينيرينغ»، المجمع العلمي للإنتاج «اورالفاغونزافود».
في سياق آخر، وصف وزير الخارجية الجزائري عبدالقادر مساهل، نشر مصلحة الصحافة التابعة لمنظمة الأمم المتحدة تقارير خاطئة حول الصحراء الغربية، بـ «السابقة الخطيرة جداً».
وقال مساهل في حفل بمناسبة يوم الديبلوماسية الجزائرية إن «التلاعب الذي وقع في مصلحة الصحافة التابعة لمنظمة الأمم المتحدة سابقة خطيرة جداً»، مشيرا إلى تأثيرها في «صدقية الأمم المتحدة»، إذ أكد أن «نسبْ كلام لمتدخل قبل تدخله شيء عجيب». وأضاف أن الأمانة العامة للمنظمة «قدمت اعتذارها وأمرت بفتح تحقيق في القضية ونحن ننتظر النتائج».
وطن اف ام / وكالات