أدت الاشتباكات العنيفة بين حركة نور الدين زنكي وهيئة تحرير الشام، غربي حلب، إلى سقوط عشرات الضحايا والجرحى، بعضهم من المدنيين.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، إن الاشتباكات العنيفة أدت إلى مقتل 15 عنصرا من الطرفين، وذلك بعد ارتفاع حدة الصدام في قرية عويجل، وبلدة دارة عزة.
وقتل خلال الاشتباكات القاضي “أبو مجاهد المصري”، من هيئة تحرير الشام.
في حين أدى القصف المدفعي العنيف من قبل الزنكي، وتحرير الشام، إلى استشهاد طفلين شقيقين، وإصابة عدد من أفراد عائلتهما في بلدة دار عزة بريف حلب الغربي.
وبحسب المرصد، فإن فشل “تحرير الشام” في إنهاء المعركة، التي دخلت يومها السادس؛ بسبب قوة الزنكي في معاقله بريف حلب الغربي، استدعت الهيئة إلى استقدام تعزيزات من إدلب وريفها.
ونقلت وكالة “إباء” التابعة للهيئة، عن قياديين فيها، أبرزهم “أبو مارية القحطاني”، قوله إن “الزنكي” يرفض التحاور معهم.
وقال القحطاني إن وساطات الداعية السعودي عبد الله المحيسني، والسوري عبد الرزاق المهدي، وآخرين، فشلت، ولم تستجب قيادة “الزنكي” لهم.
في حين رد أطرش عليه قائلا، إن الزنكي قبلت أن يكون التفاوض في مدينة عندان، بوساطة المحيسني، إلا أن الجولاني رفض، ويريد أن تكون المفاوضات في مناطق سيطرته، “ونحن لا نأمن مفخخات وأحزمة وعبوات الجولاني والقحطاني”.
ويتوقع أن يشهد اليوم الأحد هدوءا نسبيا في الاشتباكات، للنظر في المبادرة التي أطلقها المحيسني وآخرون، وتنص على انتداب الزنكي والهيئة شخصين لكل منهما، للتباحث والتفاوض لإنهاء الاقتتال.
وفي السياق ذاته، نفى المتحدث باسم “فيلق الشام”، سيف الرعد، الاتهامات التي وجهها حسام أطرش، أحد شرعيي “الزنكي”، لفصيله، بالتعاون مع هيئة تحرير الشام.
ونفى الرعد ما أورده أطرش بأن ثلثي عناصر “فيلق الشام” مبايعون لأبي محمد الجولاني، وأنهم قاموا بتسليم الحواجز للهيئة.
وكان مجموعة ممن يطلق عليهم “المهاجرين”، وهم المقاتلون غير السوريين، أصدروا بيانا يعلنون فيه عدم مشاركتهم في القتال الدائر بين الزنكي وتحرير الشام.
البيان الذي وقع عليه أكثر من 50 مقاتلا سعوديا، غالبيتهم في “تحرير الشام”، وآخرون من مصر واليمن والقوقاز والمغرب العربي، شدد على أن الهدف الأول لديهم هو دفع “صيال” قوات الأسد.
وأكد الموقعون على البيان أنهم يلتزمون الجلوس في بيوتهم في هذه الأيام، ولا يشاركون في القتال الدائر بين الفصائل.
يذكر أن حركة “أحرار الشام”، و”جيش الأحرار”، ألمحا إلى نيتهما الدخول في القتال إلى جانب “الزنكي”، معتبرين أن تحرير الشام “بغت وأجرمت بحق الثورة”، وذلك بعد بيان لعلي سعيدو، نائب قائد الزنكي، أعلن خلاله بدء الحرب المفتوحة ضد الهيئة.
يشار إلى أن الاشتباكات، التي اندلعت منذ نحو خمسة أيام، تأتي بعد اتهامات متبادلة بين الطرفين، حول قطع نقاط رباط بعضيهما، والاستيلاء على بعض المقرات.
وكانت “نور الدين زنكي” انشقت عن هيئة تحرير الشام في تموز/ يوليو الماضي، بعد خلافات داخلية حادة، وعدم التوصل إلى صيغة لمواصلة الشراكة، التي استمرت سبعة شهور فقط.
وطن اف ام