عبرت حكومة الإنقاذ السورية في الداخل خلال المؤتمر الصحفي الذي عقدته اليوم الأربعاء في مدينة إدلب، عن قلقها لكل أمر يتعلق بمستقبل سوريا تتم صياغته بعيداً عن قرار السوريين أنفسهم، مع تسارع الأحداث وكذلك المؤتمرات واللقاءات بشكل يوحي أن هناك تطورات سياسية تحضر لسورية في القادم من الأيام بحسب بيان الحكومة.
وبينت الحكومة أن سبب المخاوف والقلق لديها من المؤتمر الذي يُعقد في الرياض لعدة أمور أولها دعوة ما يعرف بمنصة موسكو وهي منصة صنعتها الاستخبارات الروسية وتريد منها إعادة صناعة بشار الأسد والمسؤولين معه، بدلا من محاسبته عن الجرائم والمجازر التي ثبتت دوليا وجُرِّم بها من خلال القرارات الدولية، وثانيها طريقة توجيه الدعوات وصفات المدعوين حيث يغلب قرابة نصف العدد ممن يسمون بالمستقلين، وبالتالي لم تعلم من الذي قام بتزكيتهم ومن الذي سيحاسبهم بشكل مباشر، وكيف لهؤلاء أن يُترَك في أيديهم مصيرُ بلدٍ وثورةٍ بُذِل من أجلها الغالي والنفيس ، بحسب شبكة شام الإخبارية.
وحددت الحكومة تخوفها الثالث في أن هذه الانسحابات والاستقالات والاعتذارات عن المؤتمر تعطي رسائل غير مطمئنة للشعب السوري عن الأسباب وتُثير المزيد من القلق، حيث كان من الأجدى تفسير ذلك والتكلم بشكل واضح حول أي ضغوطات مورست عليهم، لا أن يعتبر ذلك شأنٌ شخصي، بل هو مسؤولية عليهم إيضاح كلِ تفاصيلها للشعب السوري.
وأبدت الحكومة تأييدها لأي مسار يدعم عملية الانتقال السياسي، وترى أن المظلة الحقيقية لأي مسار سياسي تكون مرتبطة بالداخل بشكل مباشر، يدعمها الشعب السوري ويُقـوّمُها ويحاسبها ويكون هو المرجعية الحقيقية لها، هذه المرجعية التي تتمثل بمئات الآلاف من المعتقلين في سجون الطاغية وملايين المهجرين في المخيمات وتضحيات الثوار والمجاهدين الذين يرابطون على الثغور دفاعاً عن الأرض والعرض.
ودعت كافة القوى الثورية والمعارضة الشريفة أن تلتزم بمرجعية الداخل من خلال مؤسساته التي تحرصُ على أن يشارك فيها الجميع، حيث يتم الآن التحضير للمؤتمر السوري العام بالمشاركة مع الهيئة التأسيسية وكافة القوى الثورية للخروج بمؤتمر حقيقي وفاعل وشامل يعبر عن مطالب الشعب السوري ويلتزم بثوابت الثورة، تطالب فيه الدول الصديقة والداعمة للشعب السوري بدعم مخرجات المؤتمر وكياناته وتعترف بتمثيله وتدعمه في المطالبة بحقوقه.
وحددت هذه الحقوق والمطالب بإسقاط النظام الديكتاتوري المتمثل ببشار الأسد وأركانه، وبناء سوريا الجديدة عبر انتقال سياسي حقيقي، ومحاسبة بشار الأسد ومن معه من الذين تورطوا بدماء السوريين، ورحيل القوات الروسية والإيرانية والميليشيات الأجنبية المتواجدة على الأراضي السورية، والحفاظ على وحدة سورية أرضاً وشعباً، ورفض المحاصصة وأي تبعيات لأجندات خارجية، وإطلاق سراح كافة المعتقلين وتبيين مصير المفقودين والمختطفين، وفك الحصار عن المناطق المحاصرة وتأمين الاحتياجات الإنسانية، وتأمين عودة جميع المهجرين إلى منازلهم وقراهم.
وطن اف ام