حذر أطباء في غوطة دمشق الشرقية المحاصرة من قبل نظام الأسد من ارتفاع عدد الوفيات بالمنطقة بين المرضى، في حال لم يتم إخلاء الحالات العاجلة وإدخال الأدوية إليها.
وقال فايز عرابي، المتحدث باسم مديرية الصحة في ريف دمشق بالحكومة السورية المؤقتة، إن حصار نظام الأسد للغوطة لعدة سنوات، نجم عنه الكثير من الحالات المرضية التي تحتاج إخلاء.
وأشار عرابي إلى أن الحالات المسجلة للإخلاء بلغت 600 حالة، موضحا أن هؤلاء المرضى المحتاجين للإخلاء، يعانون من أوروام سرطانية وأمراض نادرة لا تتوفر وسائل علاجها في الغوطة، إلى جانب المرضى المحتاجين لجراحات دقيقة، مثل جراحة القلب المفتوح.
ولفت إلى أن 30 شخصا من مرضى السرطان فقدو حياتهم جراء عدم القدرة على تلقي العلاج خارج الغوطة، و13 حالة من المرضى العاديين الذين تفاقمت حالتهم جراء الحصار ومنع إدخال الأدوية.
وطالب عرابي بفصل الجانب الإنساني عن الجانب السياسي، والسماح للمرضى بالخروج من الغوطة لتلقي العلاج.
وأكد أن جميع المحاصرين في الغوطة من الممكن أن يتحولوا إلى مرضى بحاجة إلى إخلاء في حال استمر الأمر على حاله.
وأشار عرابي أنه بجانب الحاجة إلى إخلاء المرضى، يجب السعي إلى فك الحصار عن الغوطة والسماح بإدخال الأدوية، لافتا أنه «لا يحق لأي نظام أن يفرض حصار جائر كهذا على منطقة ما».
بدورها، قالت الطبيبة وسام الرز، مديرة مركز الرحمة للأورام السرطانية في الغوطة، إن معظم المرضى المحتاجين للإخلاء في الغوطة بحاجة للدواء، وفي حال توفر الدواء، تتراجع عدد الحالات المحتاجة للإخلاء.
وأشارت الرز، أن المرضى المحتاجين للإخلاء مصابون بالأورام السرطانية، وبأمراض الدم مثل «التلاسيميا» و«المنجلي» و«الناعور» ونقص الصفيحات الدموية، مشيرة إلى وقوع العديد من الوفيات بين المرضى بسبب الحصار.
وأضافت أن أسماء المرضى المحتاجين للإخلاء لا تزال قيد الانتظار في القوائم، منذ شهر أبريل نيسان، لافتة أن إغلاق نظام الأسد للمعابر منع خروج أي من المسجلين.
من جانبه، قال الطبيب محمد كتوب، ممثل “المكتب الطبي في الغوطة” في تركيا ، إن قائمة المرضى المسجلين على قائمة المحتاجين للإخلاء لا تشمل جميع المرضى الذين هم بحاجة للإخلاء، بل هم الذين قدموا طلب للاخلاء عبر الهلال الأحمر السوري.
وأشار، إلى وجود الكثير من المرضى بحاجة إلى إخلاء، لكنهم لم يسجلوا أنفسهم في القائمة لـ «مخاوف أمنية» أو نتيجة يأسهم من الإخلاء.
ومن الناحية العملية، أوضح كتوب أنه «من الممكن تقسيم الحالات المرضية الصعبة في الغوطة إلى 3 فئات: مرضى لا يوجد علاج لهم بشكل كامل في الغوطة، ويحتاجون إخلاء لاجراءات علاجية متقدمة، مثل مرضى السرطان والجراحات القلبية والعينية المتقدمة.
أما القسم الثاني، فيشمل مرضى يحتاجون علاجات دوائية غير متوفرة في الغوطة، ويمكن علاجهم بالغوطة، لكن الحصار يمنع دخول أدويتهم، فيما يهم القسم الثالث المرضى الذين يحتاجون وسائل تشخيص غير موجودة في الغوطة، وفق المصدر نفسه.
ويعيش نحو 400 ألف مدني بالغوطة الشرقية في ظروف إنسانية مأساوية، جراء حصار قوات الأسد على المنطقة والقصف المتواصل عليها، منذ نحو 5 سنوات.
ومنذ حوالي 8 أشهر، شدّد نظام الأسد، بالتعاون مع مليشيات شيعية أجنبية، الحصار على الغوطة الشرقية، ما أسفر عن قطع جميع الأدوية والمواد الغذائية عن المنطقة.
وحتى أبريل/ نيسان الماضي، كان سكان الغوطة يدخلون المواد الغذائية إلى المنطقة عبر أنفاق سرية وتجار وسطاء، غير أن النظام أحكم حصاره، إثر ذلك، على المدينة.
وطن اف ام / الأناضول