خلال ثلاثة أيام فقط،شهد ريف إدلب خمس محاولات لاغتيال قادة بالمعارضة السورية المسلحة، أغلبهم من جبهة النصرة وأحرار الشام، وقتل بعضهم ونجا آخرون، وتشير أصابع الاتهام إلى نظام الأسد، كما توجه الاتهامات إلى تنظيم الدولة الإسلامية أيضا.
استهدفت سلسلة من محاولات الاغتيال قادة في جبهة النصرة وحركة أحرار الشام الإسلامية في ريف إدلب في الأيام الماضية، مما أدى إلى مقتل بعضهم وإصابة آخرين بجروح، في حين نجا القيادي في “فيلق الشام” مروان النحاس من محاولة اغتيال بزرع عبوة ناسفة داخل سيارته في مدينة معرة النعمان، مما أدى إلى إصابة ابنه بجروح طفيفة.
وجاءت تلك العملية بعد يوم من محاولة اغتيال أبو برهان الشرعي في جبهة النصرة في بلدة كفرومة بريف إدلب الجنوبي بعد خروجه من المسجد وتفجير عبوة ناسفة داخل سيارته من قبل مجهولين، مما أدى إلى إصابته بجروح بالغة، وكذلك تم استهداف القياديين في جبهة النصرة جهاد الحسيني وأبو عهد بعبوات ناسفة، ولكن دون أضرار تذكر.
وقال أبو أسامة القيادي في جبهة النصرة إن هذه الاغتيالات “سلسلة ممنهجة تقوم بها بعض الخلايا النائمة بهدف زعرعة أمن واستقرار المناطق التي تسيطر عليها المعارضة، وإشاعة الفوضى وبث الرعب في صفوف القادة في المعارضة المسلحة وتقييد تحركاتهم”.
وأضاف أبو أسامة أنه “بعد السيطرة على مدن إدلب وأريحا وجسر الشغور وطرد قوات النظام والمليشيات الموالية له، قام النظام بإطلاق يد اللجان الشعبية التي تعمل كخلايا نائمة، والتي دخلت إلى المناطق المحررة بهيئة نازحين من أجل زعزعة استقرار تلك المنطقة، وإثبات فشل إدارة المعارضة لهذه المدن خصوصاً في المجال الأمني”.
وحول هوية المدبر والمنفذ، يذهب بعض القياديين في المعارضة المسلحة إلى أن تنظيم الدولة الإسلامية وراء تلك التفجيرات، خصوصاً بعد اتهام حركة أحرار الشام للتنظيم بتنفيذ عملية تفجير مقر للحركة من خلال انتحاريين فجرا نفسيهما في بلدة أبو طلحة بالقرب من مدينة سلقين، مما أدى إلى مقتل أبو برهان قائد كتيبة “أبو طلحة” وعدد من عناصره.
وقال القيادي في حركة أحرار الشام محمد عبد اللطيف للجزيرة نت إن تنظيم الدولة قتل العشرات من المدنيين والعسكريين في المناطق المحررة من خلال الهجوم عليهم بأحزمة ناسفة أو ركن سيارات مفخخة، وهذا ما ظهر خلال اقتحام عنصر من تنظيم الدولة مسجدا بمدينة أريحا أثناء الإفطار الجماعي في شهر رمضان، وتفجير نفسه، مما أدى إلى مقتل وجرح أكثر من 25 شخصاً.
وأضاف أن تنظيم الدولة يريد أن يظهر للمدنيين بالمناطق المحررة أنه الفصيل الوحيد القادر على حفظ الأمن، وذلك من أجل كسب استعطافهم، وذلك بعد حملة غضب عارمة ضد التنظيم من قبل المدنيين بسبب قطعه مادة الديزل عن المناطق المحررة، مما أدى إلى ارتفاع الأسعار بشكل جنوني.
من جهته، توعد القائد العسكري لحركة أحرار الشام الإسلامية أبو صالح الطحان ما وصفها “بالخلايا النائمة التابعة لتنظيم الدولة بالحرب حتى القضاء عليها جميعاً”، وحذر الفصائل الأخرى من حماية تلك المجموعات أو التستر عليها.
وقد شنّت حركة أحرار الشام حملة مداهمات في مدينة سرمين واعتقلت بعض الأشخاص الذين يشتبه في انتمائهم للتنظيم، وألقت القبض على 15 شخصاً آخرين في مدينة النيرب بريف إدلب.
المصدر : الجزيرة