أعلنت إدارة مستشفى باب الهوى الحدودي شمالي إدلب تعليق كافة أنشطته وأعماله حتى إشعار آخر نتيجة الاعتداء الجسدي واللفظي الذي تعرض له كادر المستشفى من قبل مسلحين.
وذكرت إدارة المستشفى، اليوم الأربعاء 4 أيلول، في بيان وصل لوطن اف ام نسخة منه أن تعليق العمل جاء على خلفية اعتقال “مسلحين” (لم تسم هويتهم) لطبيب الجراحة العظمية “عثمان الحسن” والاعتداء عليه، وكذلك نتيجة انتهاك حرمة المستشفى وكوادره الطبية وتوجيه إهانات لفظية وتهديد بالاعتقال.
وأضافت الإدارة أن “المسلحين” لم يسمحوا للكوادر الطبية بالقيام بواجبهم الطبي تجاه “الحسن”، إذ قاموا بإخراجه من المستشفى دون تلقي العلاج اللازم.
وأكدت إدارة المستشفى في البيان أنها لن ترفع تعليق العمل حتى يتم إطلاق سراح الطبيب عثمان الحسن ومحاسبة المسؤولين عن الاعتداء والتعهد و الالتزام بعدم التعرض للكوادر الطبية بأي شكل من الأشكال وعدم إخراج أي مريض من أي مستشفى بهذا الشكل.
ويوم أمس وبحسب مقاطع صوتية من أحد كوادر مستشفى باب الهوى فقد اعترض “مسلحون” تابعون لهيئة تحرير الشام طريق الطبيب “عثمان الحسن” بالقرب من مدينة الدانا في ريف إدلب الشمالي، وقاموا بإطلاق رصاصة على قدمه عقب استهداف سيارته بالرصاص.
وبحسب ما جاء في المقطع الصوتي فإن المسلحين قاموا بإسعاف “الحسن” إلى مستشفى باب الهوى وهددوا كادر المستشفى، بالاعتقال بسبب اعتراضهم على اختطاف الطبيب.
من جانبها اتهمت مديريةُ صحة إدلب هيئة تحرير الشام باعتقال “الحسن” والاعتداء عليه، وذلك في بيان استنكرت فيه ماحصل مع طبيب الجراحة العظمية.
وأضافت المديرية في بيانها أن مجموعة من العناصر الأمنية التابعة لهيئة تحرير الشام اعتدت على الطبيب “عثمان الحسن” وقامت بانتهاك حرمة مستشفى باب الهوى، ووجهت إهانات لفظية وتهديد بالاعتقال بحق العناصر الطبية الموجودة داخل المشفى، ومنعتهم من القيام بواجبهم الطبي اتجاه الطبيب المعتقل الذي تم نقله لجهة مجهولة.
ودانت المديرية تلك الحادثة وما وصفته بالتصرف الغوغائي غير المسؤول، وطالبت وقف أي شكل من أشكال الاعتداءات على حرمة المنشآت الطبية والكوادر الانسانية العاملة في المناطق المحررة ومحاكمة العناصر التي قامت بذلك الاعتداء.
كما شددت المديرية على وجوب الاعتذار الصريح من “الدكتور عثمان” صاحب الأيادي البيضاء، محذرة من احتفاظها بحق التصعيد في هذه الحادثة، وفي أي حادثة اعتداء ممكن أن تحصل بحق القطاع الصحي.
وبدورها أصدرت نقابة أطباء إدلب الأحرار بياناً عاجلاً أعلنت فيه إيقاف العمل الطبي للحالات الباردة والعيادات في الشمال السوري المحرر والاقتصار على الحالات الإسعافية المهددة للحياة.
ودعت النقابة في بيان وصل لوطن اف ام نسخة منه “الأطباء والزملاء كافة في القطاع الخاص لتعليق عملهم حتى يتم الإفراج عن الحسن والتحقيق في الواقعة والحد من تلك التصرفات غير المسؤولة”.
هذا وأعلنت تحرير الشام إطلاق سراح الطبيب “عثمان الحسن” بعد اختطافه والاعتداء عليه مساء أمس وبررت ما جرى باشتباه الجهاز الأمني بسيارة الطبيب مع سيارة خلية خطف كانت تجري مطاردتها في المنطقة.
يشار إلى أن هذه الحادثة جاءت عقب تظاهرات واسعة شهدتها مدن وبلدات عدة في ريفي إدلب وحلب ضد نظام الأسد وهيئة تحرير الشام، حيث طالب المتظاهرون في سراقب، أريحا، بنش، كفرتخاريم، معرة النعمان بريف إدلب طالبوا بإسقاط زعيم هيئة تحرير الشام أبو محمد الجولاني وحلّ الهيئة، متهمينه بالتخاذل خلال المعارك الأخيرة ضد قوات الأسد في ريفي إدلب وحماة.