أوروبا بدأت تنقلب على اللاجئين السوريين، وبعض دولها شهدت تظاهرات في اليومين الماضيين رفعت شعارات تدعوهم للعودة إلى بلادهم، حتى إن حزباً اقترح توطينهم في القطب الشمالي، بعيداً عن مدن وبلدات الاتحاد الأوروبي، مع أن وزراء الخارجية العرب أشادوا بالدول الأوروبية التي استضافتهم، في ختام اجتماعات الدورة العادية نصف السنوية لمجلس الجامعة العربية أمس الأحد.
إلا أن الواقع على الأرض بدأ يتغير وأصبح مختلفاً، وملخصه أن حماس “القارة العجوز” لم يعد كما كان لاستقبالهم، وأول دولة تراجعت هي من كانت أكثر حماسة، أي ألمانيا التي قرأت “العربية.نت” في ما بثته معظم الوكالات بأنها بدأت منذ أمس الأحد فرض رقابة على حدودها لاحتواء تدفقهم إليها، معلنة أنها لم تعد قادرة على استيعابهم.
وسريعاً رحب رئيس الوزراء المجري، فيكتور أوربان، المؤيد لاعتماد نهج متشدد في الأزمة، بالقرار الألماني عشية لقاء مرتقب في بروكسل بين وزراء داخلية 28 دولة بالاتحاد الأوروبي لبحث مسألة تقاسم عبء اللاجئين، على حد ما نقلت الوكالات، وسريعاً أيضاً شهدت بعض مدن أوروبا الشرقية تظاهرات تطالب بصد اللاجئين ومنعهم من الدخول، وظهرت فيها شعارات تدعو المحاولين منهم دخول أوروبا بالعودة إلى بلادهم.
أشهر التظاهرات كانت السبت وأمس الأحد في وارسو وفي ليوبليانا، عاصمتي بولندا وسلوفينيا، وشارك في الأولى التي تنشر “العربية.نت” صورة عنها من وكالة الصحافة الفرنسية، أكثر من 5 آلاف، ومثلهم عدداً في الثانية، وهو ما يشير إلى تفاقم أزمة اللاجئين على مستوى شعبي، بدأ يضغط على الحكومات للبحث عن حلول مختلفة، وأحدها جاء غريباً بعض الشيء من النرويج، حيث ظهر حزب فيها باقتراح دعا فيه إلى توطين اللاجئين السوريين في القطب الشمالي.
أرخبيل مساحته ثلث مساحة سوريا ينتظر لاجئيها
السبل التي بدأت تنقطع باللاجئين السوريين، وهم بعشرات الآلاف على أبواب أوروبا حالياً، جعلت حزباً في النرويج يقترح توطينهم في منطقة تابعة لها عند حدود القطب الشمالي، وهي أرخبيل من الجزر، طالعت “العربية.نت” في موقع Icepeople.net الخاص بأخباره، أن مساحته 61 ألف كيلومتر مربع، وبعيد عن أوسلو 2000 كيلومتر في بحر “بارنتس” الفاصل بين النرويج وغرينلاد.
سكان أرخبيل Svalbard الغني بمناجم الفحم، والشهير بأنه موطن لأكثر من 20 مليون طائر بحري، هم حالياً 2600 تقريباً، منهم 2051 في العاصمة “لوغييربيان” التي تغرق مثله بالثلوج معظم العام، مع أن درجات الحرارة هناك “بمستواها في كندا وغرينلاد” أي 12 تحت الصفر كحد أقصى شتاء، و20 مئوية في يوليو فقط، إلا أن الأرخبيل شهير أيضاً بمشكلة، ففيه وفقاً للتقديرات 3000 دب مستوطن، وبعضها يزور العاصمة أحياناً، بحثاً عما يقتات به في شتاء يطول 6 أشهر مع شمس من الأشد بخلاً.
خبر هذا الاقتراح الذي تقدم به “حزب الخضر” النرويجي، ورد أمس الأحد في صحيفة “الإندبندنت” البريطانية، نقلاً عن وسائل إعلام نرويجية، ذكرت بأن الحزب طلب من حكومة الأرخبيل دراسة اقتراحه ومدى إمكانية تطبيقه، علماً أنها رفضت في السابق اقتراحاً جدياً أيضاً، وهو إسكان المحكومين بالسجن أو المدمنين على المخدرات للعمل هناك لصالح شركة نرويجية ناشطة في حقل الفحم الحجري.
المصدر : العربية