ارتفعت نسبة عمالة الأطفال في مدينة الرقة خلال عام 2020 الحالي مقارنة مع عام 2019 .
وأفاد مصدر خاص من “مكتب الشؤون الاجتماعية والعمل” في “مجلس الرقة المدني” التابع للإدارة الذاتية لراديو وطن إف إم، اليوم الثلاثاء 30 حزيران، إن معدلات عمالة الأطفال ارتفعت بشكل كبير وارتفعت نسبة التسرب الطلابي من المدارس نظرًا للوضع الاقتصادي المتدهور منذ مطلع عام 2020 .
وأضاف المصدر أن العمالة تتركز في أطفال العوائل الوافدة، كما يلعب انعدام مشاريع دعم الطفل دورًا رئيسيًا في تفاقم أزمة عمالة الأطفال، إضافة إلى انعدام وعي العوائل وطمعهم بمصدر تمويل ثانوي بدلاً أن يكونَ الطفل مصدر استهلاك فقط.
وأشار المصدر لوطن إف إم أن نسبة عمالة الأطفال في مدينة الرقة وحدها بلغت خلال النصف الأول من عام 2020 قرابة 47% مقارنة ب 39% عام 2019، مؤكداً أن هذه المعدلات الكبيرة تشكل خطراً على سمعة الإدارة الذاتية، والتي تزيف تلك الحقائق أمام الرأي العام خشية الانتقادات الدولية.
وتتعدد الأسباب التي تدفع بالصغار للعمل على رأسها الفقر ومصاعب الحياة وصعوبة المعيشة إلى جانب غياب أو عدم قدرة رب الأسرة على تلبية متطلبات عائلته.
ويقول الطفل ( ابراهيم العزو ) 12 عامًا من نازحي تل أبيض ومقيم في مدينة الرقة لوطن إف إم : ” أوقفت تعليمي في المدرسة منذ بداية الفصل الثاني حيث كنت من المتفوقين في الصف السادس الابتدائي، وذلك بسبب المصاريف الكبيرة التي يحتاجها أهلي رغم عمل أبي في مجال صناعة الحلوى، إلا أن دخله -80 ألف شهرياً- لم يعد يكفي كما في السابق بسبب الغلاء وصعوبة الأوضاع المعيشية، ما دفعني مع تشجيع أهلي لأعمل في محل لصيانة السيارات في منطقة الصناعة”، ويضيف ابراهيم: “حلمي كان ان أصبح مهندساً كما فعل عمي لكن واقع الحياة وقف حائلاً أمامي” .
وتتنوع الأعمال التي يمارسها الأطفال في الرقة من صناعية إلى تجارية و زراعية إضافة إلى التسول الذي أصبح رائجاً بشكل كبير، كما إن نسبة كبيرة منهم يمارسون أعمالاً تعتبر صعبة على أجسادهم الطرية، كأعمال البناء وغيرها من صيانة السيارات، إلى الحدادة والنجارة.
وبحسب مديرية “التربية والتعليم” التابعة لمجلس الرقة المدني فإن نسبة المتسربين في المدارس بلغت 38% كمتوسط لكافة المراحل، علمًا أن نسبة التسرب في المرحلة الثانوية تجاوزت 40% .
ويواجه الأطفال مخاطر نفسية وسوء معاملة أثناء عملهم، عدا أنهم يضطرون إلى تحمل المسؤولية في سن مبكرة و العيش وفق نمط حياة الكبار، وبالتالي فقدان فرص النمو والنشأة كطفل طبيعي.