أخبار سورية

جراح الدماغ الوحيد في حلب يتعافى نفسيا بعد 6 سنوات من “العمل تحت الأرض”

بدأ جراح سوري رحلة التعافي بعد الآثار النفسية العميقة التي تعرض لها جراء عمله في مدينة حلب لـ 6 سنوات متتالية.

ووفقا لموقع “إن بي أر”، فإن الطبيب عمر إبراهيم (33 عاما) غادر سوريا، وهو الذي جاء إليها عام 2014 من القاهرة مرورًا بتركيا، التي وصل إليها لاستكمال دراساته العليا في الطب.

عمل الطبيب السوري في حلب وإدلب على معالجة جرحى المعارضين للنظام ، وإجراء عمليات جراحية في مستشفيين تحت الأرض، تمولهما الجمعية الطبية السورية الأميركية، وهي منظمة إغاثية تقدم المساعدات الإنسانية للسوريين المحتاجين.

وقال الطبيب إبراهيم، وهو جراح الدماغ الوحيد الذي كان في حلب بعد اندلاع الحرب، إنه لا يزال يتعافى من صدمة الحرب والقصص الإنسانية التي شاهدها، وأضاف: “أمارس الرياضة في إحدى الحدائق التركية بصفة يومية، هذا الشيء يساعد على تحسين حالتي المزاجية”.

عندما سقطت حلب عام 2016، كان إبراهيم من آخر من غادروا في حافلة متوجهة إلى إدلب شمال غرب البلاد، حيث كانت قوات الأسد وحلفاؤها يقصفون اللاجئين الذين وصلوا من مناطق أخرى، وهذا يعني المزيد من الإصابات مع تعرض المستشفيات والمقار الطبية للتدمير، ويزيد العمليات الجراحية الشاقة التي تقام في ظروف غير ملائمة.

جاء قرار مغادرة إبراهيم إلى سوريا بعد وصول المزيد من الأطباء إلى إدلب، جراء الصدمة النفسية التي تعرض لها، وهو حاليا يستعد لامتحان الحصول على الرخصة الطبية في تركيا، ورغم ذلك، أكد إبراهيم أنه ينوي العودة إلى العمل في الحرب، لكنه لم يحدد موعدا.

في غضون ذلك، يواصل الطبيب الشاب دراسة اللغة التركية أولا، لكي يتمكن من دخول امتحان الرخصة الطبية الإلزامي قبل العمل هناك، وقال: “لا بد لي من اجتياز امتحان الرخصة الطبية لممارسة مهنتي، الامتحان باللغة التركية ويجب أن أتعلمها لكي أتمكن من النجاح”.

وتابع: “رغم وجود والدتي في مصر، إلا أني فضلت الذهاب لمكان آمن، لربما يتم مقاضاتي في القاهرة بسبب العمل مع الأشخاص الذين يعارضون النظام السوري”.

وفيما يتعلق بالقصص الإنسانية التي واجهها خلال عمله في الحرب، قال إبراهيم إنه واجه 30 مصابا في وقت واحد، مشيرًا إلى أن غرف العمليات كانت جميعها ممتلئة في ذلك الوقت.

وزاد: “بسبب وقوع الكثير من الإصابات، كنا نحاول إنقاذ المرضى الأكثر احتمالا للبقاء على قيد الحياة، حتى أن بعض الأحيان نجري عمليات دون إجراء أشعة مقطعية على الرأس لمعرفة مدى حجم الإصابة وتأثيرها”.

يقول إنه أجرى جراحة ناجحة لشاب تعرض لإصابة بليغة في الرأس، موضحا أن هذا المصاب عاد بعد شهرين لإجراء فحص طبي، لكنه لم يتمكن من التعرف عليه بعد أن ظهر بحالة جيدة، معبرا عن صدمته بعد نجاة هذا الشاب من الموت.

كذلك، تمكن الجراح السوري من إنقاذ حياة طفلة تبلغ من العمر 5 شهور، أصيبت بشظايا في المخ، حيث أجرى لها عملية جراحية، واستيقظت بعد يومين، وأوضح الطبيب السوري أن مهاراته الجراحية تطورت بفضل عمله خلال الحرب، بعد أن عمل تحت الضغط وأشرف على حالات صعبة في ظروف سيئة.

الحرة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى