قال القائد العسكري العام لألوية فجر الحرية نزار الخطيب؛ أن لديهم أكثر من ٤٠٠ مقاتل في مدينة عين العرب “كوباني” شمال سوريا، لقتال تنظيم الدولة الإسلامية داعش، وذلك لأنها مدينة سورية.
وفي مؤتمر صحفي عقده الخطيب في مدينة إسطنبول اليوم الخميس، لفت إلى أنه “قاد قواته في مدينة عين العرب لفترة قصيرة، قبيل أن ينتقل لباقي الجبهات التي تقاتل فيها قواته”، مشددا على أنه “لا فرق بين السوريين في الدفاع عن مدنهم”.
وكشف أن “هناك غرفة عمليات مشتركة تقود المعارك في كوباني، تضم وحدات الحماية الشعبية YPG، وقوات حزب الاتحاد الديمقراطي PYD، وقواته التي تنضوي تحت الجيش الحر، وتقود الغرفة في الوقت الحالي نحو ألفي مقاتل، وذلك قبيل وصول بقية فصائل المعارضة، وقوات البيشمركة من شمال العراق”.
من ناحية أخرى، انتقد الخطيب “قرار القائد في الجيش الحر، العقيد عبد الجبار العكيدي، دخول عين العرب مع عدد من المقاتلين في الوقت الحالي، لأن محافظة حلب تعاني من ضغط من قبل داعش وقوات النظام مؤخرا”.
وشدد على أن “النظام يحاول الضغط على المقاتلين في مدينة حلب، من أجل فرض حصار عليها، حيث إنها بحاجة للعناصر هناك، على الرغم من أن المعارضة لها قوات كبيرة داخل المدينة، ويصعب على النظام فرض هذا الحصار”.
وأشار إلى أن “قواته بالأساس كانت متواجدة في ريف عين العرب قبيل اجتياح داعش للمنطقة، ولذلك رفع عدد العناصر هناك من 200 إلى أكثر من 400 عنصر، كما أن لديهم قوات عاملة في كل من حلب وإدلب وحماة”.
وفي نفس السياق، بين الخطيب أن “الجيش الحر مع القوات الكردية، يسيطرون على ثلثي المدينة، وأنهم متعاونون مع كافة الأطراف لحماية الشعب السوري”، موضحا أن “قواته تتمركز في المنطقة الشرقية بالمنطقة الصناعية”.
وكشف أن “الأسلحة لديهم ضعيفة جدا، حيث تلقت عموم الفصائل أسلحة من الدول الصديقة، ولكنها جاءت متأخرة، إلا أن المقاتلين رغم قتالهم بالأسلحة الفردية، بقوا صامدين حتى وصول الإمدادات من الدول المجاورة، حيث إن القوات المعادية “يقصد داعش” كانت تحاول السيطرة على المدينة، وسحبت كثيرا من قواتها من العراق وفشلوا في تحقيق أي نصر”.
وحول الصور التي بثها داعش لتقدمه في المدينة، أفاد بأن “التنظيم تقدم بداية لوسط المدينة للمربع الأمني، وتم تراجعهم بشكل سريع، حيث إنهم لم يتقدموا سوى ليوم واحد”، مشددا على أن “غرفة العمليات في المدينة تتواصل وتنسق مع قوات التحالف”.
وشدد على أن “مناطق في ريف حلب الشمالي، بحاجة إلى تنسيق مع التحالف لقتال الإرهابيين هناك”، مؤكدا أن الثورة في سوريا خرجت في العمل المسلح لقتال النظام فقط، ولم يكن هناك فكر إسلامي متشدد، وعندما ظهر الإرهاب أراد الشعب قتاله”.
وكشف أنه “على الدول الصديقة أن تعلم بأن المعركة لا تحسم من الجو فقط، بل يجب أن تكون على الأرض، والشعب هو الذي على الأرض، فالجيش الحر من الشعب السوري، وهذا يعني بأن عدده كبير جدا”، على حد تعبيره.
وأكد على أنهم “بحاجة إلى اسلحة نوعية وثقيلة لحسم المعركة، وإن تمت المساعدات بشكل جدي، من الممكن انتهاء المعركة في وقت قريب، ولكن إن بقي التقصير فستتأخر المعركة وحسمها، وحتى الآن لم يتلقوا الأسلحة المطلوبة لحسم المعركة”.
وفي نفس الإطار، أوضح أن “النظام استعان بميليشيات طائفية من الخارج فأمر طبيعي الاستعانة بمن يدعم من الخارج، في إشارة لقدوم البيشمركة، معتبرا أن دخول هذه القوات هو من أجل زيادة أعدادها في المدينة ليس ألا، مبديا عدم تفاؤله بحمل هذه القوات لأسلحة نوعية”.
وأضاف أن “القيادة في المدينة غير مرتبطة بشخص، وانما الأمر يتعلق بمصير الشعب، ليست هناك مشكلة في الطرف الذي يقود العمليات، فالقيادة مشتركة، وغرفة العمليات موحدة للفصائل، فيما يقود قواته في المدينة القائد العسكري محمد أبو عادل”.
وحول أسباب تأخر وصول قوات من الحر إلى المدينة، أرجع ذلك إلى أنها “شبه محاصرة من مناطق داعش، وهناك صعوبة بدخول القوات بأي وقت كان، وكذلك هناك تحفظ لأمور عسكرية”، مشيرا إلى أن “قادة لواء ثوار الرقة خرجوا، ولم يبق سوى العناصر التي تقاتل هناك”.
كذلك نفى الخطيب “حدوث أي تدريب للجيش الحر في تركيا، على الرغم من التصريحات الإعلامية، وانما حدث نقاش فقط في الجيش الحر، ولم يطرح شيء”، على حد تعبيره.
وأسست ألوية فجر الحرية بداية العام الماضي، ويضم مجموعة من الفصائل منها “لواء أحفاد المرسلين، ولواء مخالب الصقر، وأحفاد العشائر، وشمس الشمال، ولواء فرسان الشمال”، بهدف قتال النظام السوري والإرهاب، والحفاظ على الموارد الرئيسية في البلاد، بحسب ما جاء في المؤتمر الصحفي.
وكان رتل من البيشمركة المحمل بأسلحة ثقيلة، قد دخل تركيا صباح أمس عبر معبر “الخابور”، قادما من شمال العراق، وانتقل برا برفقة قوات الأمن، إلى بلدة “سوروج” الحدودية مع سوريا، استعدادا لعبور الحدود إلى عين العرب (كوباني) السورية، حيث من المتوقع أن يلتقي الرتل مجموعة أخرى من البيشمركة، كانت قد وصلت تركيا بطائرة خاصة فجر أمس، وتنتظر في سوروج ليعبرا معا إلى عين العرب.
وتشهد كوباني منذ قرابة 45 يوما قتالًا عنيفًا، بين داعش من جهة، و”وحدات حماية الشعب” الكردية، وفصائل من الجيش الحر من جهة أخرى، تدعمهما ضربات جوية من قوات “التحالف”، لكنها لم تفلح حتى الآن في دحر التنظيم إلى خارج المدينة السورية.
(( صور من المؤتمر ))
{gallery}Zuher/syria/2014/10/30/i{/gallery}
قسم الاخبار – وطن اف ام