القتل، الإغتصاب، السرقة، الاختطاف، وتجارة الأعضاء البشرية..الخ، حوادث تتكرر حتى تحولت إلى ظاهرة تؤرق المدنيين القاطنيين في الأحياء الخاضعة لسيطرة نظام الأسد في مدينة حلب، في الوقت الذي يروج نظام الأسد فيه عبر وسائل اعلامه لعودة الأمن والأمان إلى المدينة.
فلايكاد يمر يوم على قاطني هذه الأحياء دون سماع خبر جديد عن وقوع حوادث جنائية كبيرة، حيث تسجل معدلات الجريمة ارتفاعاً ملحوظاً في مناطق سيطرة نظام الأسد، وكان اللافت أنها تركزت مؤخراً على استهداف الأطفال، على الرغم من الانتشار الأمني والحواجز التابعة لمليشيا الأسد وشبيحته التي تغطي كل حي أو شارع في حلب.
الفلتان الأمني أثار استياء الأهالي في مدينة حلب، خاصة وأن سلطات الأسد لم تبد رد فعل قوي على الأحداث الأخيرة في المدينة ولم تقم بأي دور أمني حقيقي يخفف من تزايد الجرائم التي بدأت منصات التواصل الإجتماعي تعج بالحديث عنها على الرغم من محاولات الأسد إظهار التحرك لمواجهتها.
اغتصاب للأطفال
جرائم اغتصاب وقتل عديدة طالت الأطفال بين عمر “عشر سنوات وخمسة عشر سنة”، شهدتها مدينة حلب الأسبوع الماضي، والتي كان آخرها محاولة قتل واغتصاب الطفل “هيثم” الذي لايتجاوز عمره “اثنا عشر” سنة، والذي عثر عليه مغطى بدمائه ومرمياً داخل أحد الأبنية السكنية وسط المدينة.
وقالت “شبكة أخبار الزهراء” الموالية للنظام، الناقلة للخبر، إن “مدنيين قاموا بإسعاف الطفل هيثم الذي أدخل غرفة العناية المركزة بعد أن وجدوه وهو يستغيث ومغطى بدمائه داخل أحد الأبنية السكنية في شارع الحريري وسط مدينة حلب”.
حادثة الاغتصاب والشروع بقتل الطفل هيثم، أثارت حفيظة الأجهزة الأمنية التابعة للأسد والإعلاميين الموالين، ونشر الإعلامي “شادي حلوة” تسجيلاً مصوراً يتحدث فيه عن وقائع الجريمة، والتدخل الأمني الذي حصل بعد الحادثة.
التدخل الذي وجد فيه قاطنوا المدينة أنه إعلامي أكثر مما هو عملي، بسبب الضغط المدني وانتشار أخبار الجرائم على منصات التواصل بعد سكوت طويل عنها، وتسلسل الجرائم وتوسعها بشكل غير مسبوق.
وتعتبر حادثة الطفل هيثم هي الثانية خلال ثلاثة أيام، بعد جريمة قتل واغتصاب الطفل “محمد عدلة”، الذي وجد مقتولاً على سطح أحد الأبنية في حي سيف الدولة غرب مدينة حلب، لتضاف إلى سلسلة العمليات التي تستهدف الأطفال والفتية في أحياء مدينة حلب، والتي دائماً ماتنتهي بالقتل أو محاولة القتل والاغتصاب.
مجرم واحد لعشرات الجرائم
قوات الأسد وبعد تكرار الحوادث الجنائية واستياء الأهالي، قالت إنها ألقت القبض على المجرم المتسبب بجميع الفظائع بحق الأطفال “أحمد مزنرة” الذي أطلق عليه لقب “سفاح حلب”، وهو عنصر في مليشيا الدفاع الوطني بحلب، تم إلقاء القبض عليه من قبل أجهزة النظام الأمنية ونسبت جميع الجرائم إليه.
إلا أن الأهالي لم يصدقوا رواية وقوف مجرم واحد خلف كل الأحداث التي جرت في مدينة حلب مؤخراً.
وقالت “إسراء جميل” وهي طالبة جامعية: عندما تتعالى الأصوات وينتشر الخوف احصل على مجرم واحد لجميع القضايا، هذا مافعلته قوى الأسد ، فالأحداث الأخيرة من قتل واغتصاب الأطفال التي شهدتها أحياء متفرقة غرب وشمال ووسط مدينة حلب لايمكن لشخص واحد أن يفعلها كلها.
في حين قال “عمار السعيد” صاحب أحد المحال التجارية في حلب: إنه وفي حال صدقت رواية إلقاء القبض على مجرم الأطفال، هناك مجرمو تجارة الاعضاء البشرية، ومجرمو النهب والسلب، الإختطاف والفدية، وغيرها من الجرائم الخطيرة التي أصبحت تجري في وضح النهار!! كيف سيقوم نظاك الأسد بحلها والقضاء على متسببي الفلتان الأمني، خاصة وأن السكان يخافون اليوم من ارسال أبنائهم وبناتهم إلى المدارس أو العمل خشية عليهم من القتل؟!!
وفي الوقت الذي تتحدث فيه القنوات الإعلامية الموالية لنظام الأسد عن عودة “الأمن والأمان” إلى أحياء مدينة حلب، تحفل منصات التواصل التواصل الإجتماعي الموالية للأسد والحسابات الشخصية بالحديث عن الفوضى والحوادث الجنائية التي تجري في المدينة والتي تكاد ترتقي لمستوى الجريمة المنظم دون محاسبة للمجرمين.
وكانت قوات الأسد قد سيطرت على كامل مدينة حلب بدعم جوي روسي وبري من مليشيات “ايرانية، أفغانية، عراقية، لبنانية، وعربية” نهاية عام “2016” بعد تهجير معظم قاطني الأحياء الشرقية والجنوبية منها، في عملية وصفت بأنها أكبر عملية تهجير قسري في القرن الحالي.