في ظل التطورات المتسارعة في المنطقة الشرقية من سورية وامتداد المعارك الى مدينة الرقة المعقل الرئيسي لتنظيم الدولة في سورية والتي باتت قوات سوريا الديمقراطية تسيطر على نحو 60% من مركز الرقة بدعم من قوات التحالف الدولي.
كما أنّ التحالف الدولي يشارك على الأرض أيضاً مشاركة محدودة بقوات برية ” أمريكية فرنسية بريطانية المانية “مشتركة بقيادة واشنطن حيث كانت هذه المعارك كفيلة في نزوح المدنيين من مدينة الرقة والتي غادرها عشرات الآلاف بحثاً عن ملاذ آمن بعيداً عن ويلات الحرب الطاحنة التي تدور رحاها في مدينتهم والتي سقط على إثرها مئات الشهداء والجرحى من أهالي الرقة ولايزال الآلاف من المدنيين أيضاً محاصرين داخل مدينة الرقة لم يستطيعوا مغادرتها وتحيط بهم رائحة الموت من كل الاتجاهات.
ومع دخول قوات الأسد والميليشيات التابعة لها على الخط وسيطرتها على معظم قرى وبلدات ريف الرقة الغربي “غرب مدينة الطبقة تحديداً، ” وكامل الريف الجنوبي تقريباً واقترابها من السيطرة على الريف الشرقي لمدينة الرقة بشكل كامل وقرب وصولها الى الريف الغربي لديرالزور بعد تقدم سريع ومفاجئ انطلاقاً من مدينة مسكنة بريف حلب الشرقي التي سيطرت عليها مؤخراً وصولاً الى اطراف مدينة ” معدان ” شرقاً والى مدينة ” السخنة “جنوباً الامر الذي زاد معاناة المدنيين ومأساتهم اضعافاً مضاعفة ليبدأوا بالنزوح من امام الخطر القادم الا وهو النظام وشبيحته الذين لا يخفى على احد سجلهم الاجرامي بحق المدنيين الذين حطت رحالهم في مدينة الطبقة.
وقد وصل إلى الطبقة قرابة الـ 75 الف عائلة نازحة يقدر عددهم بحوالي 125 ألف شخص من مختلف المناطق منهم من ريف حلب الشرقي ومن ريف ديرالزور و مدن السخنة وتدمر والقريتين بريف حمص الشرقي ومدينة عقيربات وقراها بريف حماة الشرقي ومن مركز مدينة الرقة وريفيها الشرقي والغربي وقرى ريف الرقة الجنوبي التي سيطرت عليها ميلشيات الأسد.
وقد زاد عدد النازحين المتواجدين في مدينة الطبقة على عدد سكانها الأصليين ماتسبب بأزمة كبيرة في تأمين السكن لهولاء النازحين حيث فضل عدد كبير منهم استئجار منزل وأحياناً غرفة غير مخدمة ، فيما استقر بعضهم في أبنية قيد الانشاء ومنازل مهدمة جزئياً بسبب القصف والمعارك التي دارت في المدينة التي سيطرت عليها قوات سوريا الديمقراطية ” قسد” قبل نحو 3 أشهر.
وتعاني الطبقة أساساً من الدمار والخراب الذي حل بها وانعدام الخدمات العامة وأهمها الصحية بشكل شبه كامل عنها وقلة الخبز والمياه والمحروقات وانعدام الكهرباء في ظل سيطرة قسد عليها مع غياب شبه تام للمنظمات الانسانية عن المدينة ونازحيها الذين فضل بعضهم الجلوس في مخيمات اشبه بمراكز احتجاز تفتقر لابسط الخدمات انشأتها قسد اثناء نزوح اهالي مدينة الطبقة في وقت سابق لكن سرعان ما اعتاد النازحين على الحياة في مدينة الطبقة وانخرطوا في العمل والكثير منهم من اصحاب المهن والتجار نقلوا اعمالهم الى المدينة وعادوا الى العمل من جديد بحثاً عن لقمة العيش.
مهاب ناصر – وطن اف ام