مدينة ديرالزور، لقبها ناشطوها بالمدينة المنسية، بعد سيطرة تنظيم داعش عليها، وفرضه سلطته على أهلها بالقوة والإكراه، فجبروت التنظيم وفكره المتطرف، أجبر الإعلاميين والناشطين هناك على مغادرتها.
ليس الإعلاميون فقط من غادروها، حيث اختلاف فكر وأجندة التنظيم الإرهابي، أدى لمعارك بينه وبين الفصائل العسكرية المتواجدة قبلا في ديرالزور، غير أن التنظيم تمكن من هزيمتهم، ما أدى لانسحابهم خارج ديرالزور، وتبقى الأخيرة تحت سيطرة التنظيم.
وتوزعت فصائل ديرالزور ومقاتلوها على أغلب المناطق السورية، حيث خرجت مجموعات جبهة النصرة باتجاه درعا، كذلك اتجه مقاتلو عدد من الفصائل إلى حلب وإدلب وأريافهما وشكلوا قوى مستقلة، أو التحقوا بقوى أخرى مثل الجبهة الشامية وجبهة النصرة وأحرار الشام وغيرها، كما التحق عددٌ منهم بقوات درع الفرات التي شكلتها تركيا لقتال تنظيم الدولة في ريف حلب. وهناك مقاتلون اعتزلوا القتال، وهم منتشرون في بلدان مجاورة أبرزها تركيا وفي أوروبا أيضاً، والأرجح أن كثيرين منهم على استعداد للعودة للقتال في دير الزور لو توافرت ظروف مناسبة.
توزعت قوى أخرى بين القلمون الشرقي والبادية السورية، وهؤلاء قاموا بتشكيل فصيل جيش أسود الشرقية. وفي البادية الجنوبية الشرقية على الحدود الأردنية تم تأسيس جيش سوريا الجديد من أبناء دير الزور، الذي تحول الى جيش مغاوير الثورة بعد عملية الهجوم التي قام بها على مدينة البوكمال، غير أنها فشلت في تحرير المدينة ما أدى لحدوث خلافات تسببت بانسحاب بعض المقاتلين.
أيضا قوات النخبة التي اتجهت إلى محافظة الحسكة، وتخوض بالتحالف مع ميليشيا “قوات سوريا الديموقراطية – قسد ” معارك الرقة وريفها، وهناك أيضاً إلى جانب كل هذه التشكيلات والتجمعات، تجمع يُعرف باسم المجلس العسكري في محافظة الحسكة، ومجلس دير الزور العسكري الموحد في ريف حلب.
لا تخوض كثير من هذه المجموعات أي معارك الآن، نظراً لتواجدها في مناطق خفض التصعيد، لكن قوات النخبة وقوات مجلس دير الزور العسكري، تقاتل الى جانب ميليشيا قسد في الرقة وريفها، غير أن قيادة قوات النخبة تؤكد أنها لا تنضوي تحت قيادة قسد وإنما تقاتل معها كحليف وشريك، ما يفسر بعض حالات الخلاف التي استدعت انسحابها من بعض المعارك كما حدث في الرقة مؤخراً، وهي كما تصرح قيادتها جاهزة للمشاركة في معارك دير الزور المقبلة.
وعن جيش أسود الشرقية، أحد أبرز فصائل دير الزور، فيخوض معارك ضد نظام الأسد وداعش في البادية والقلمون الشرقي، كان آخرها معركة الأرض لنا، والتي تصد محاولات تقدم نظام الأسد في مناطق سيطرة الجيش وتكبده خسائر كبيرة على جبهات محروثة وأم الرمم.
أما جيش مغاوير الثورة المدعوم من البنتاغون، الذي له قواعد متوزعة في البادية السورية أهمها التنف والزكف، وخاض عدة اشتباكات مع تنظيم الدولة في البادية، من أجل مشروعه لدخول دير الزور من مدينة البوكمال، لكن لكن معوقات تواجههم هي ذاتها التي تواجه أسود الشرقية، يضاف إليها رفض التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة دعم أي قتال ضد قوات الأسد في البادية.
فهل ستشهد ديرالزور في الأيام القادمة معركة ضد داعش من طرف فصيل ينتمي إلى الجيش السوري الحر؟
صفاء عليان – وطن اف ام