شيئا فشيئا تعود ظاهرة الخطف وطلب الفدية إلى محافظة السويداء، الخارجة حديثا من موجة طويلة من الانفلات الأمني، الذي تتحمل مخابرات الأسد مسؤوليته وفق ما ترى شريحة من السكان.
وأفادت شبكة “السويداء 24” بتعرض 3 مدنيين من أبناء السويداء للخطف على يد مجهولين خلال عملهم بالزراعة في أراضيهم، غربي المحافظة الأحد 1 كانون الأول.
وبحسب ما نقلت الشبكة، فقد اقتاد مسلحون مجهولون الشبان الثلاثة بين قريتي الثعلة وصما الهنيدات في الريف الغربي باتجاه محافظة درعا.
وذكرت أن المخطوفين هم كل من رأفت سليقة وتحسين غريزة من أبناء بلدة الثعلة، والشاب هلال ابو فخر من أبناء قرية كفر اللحف.
وتشير المعلومات إلى أن الخاطفين يطالبون بإطلاق سراح أقارب لهم محتجزين لدى إحدى العصابات في السويداء، مقابل الإفراج عنهم.
وشهدت الأسابيع الماضية عمليات خطف متبادلة لمواطنين في السويداء ودرعا، في ظاهرة لم يسبق أن وقعت خلال السنوات الماضية إلا في حالات نادرة.
ويرى كثير من سكان المحافظتين أن ثمة جهات تسعى لإشعال فتنة بين أهالي درعا والسويداء، قد تتطور لمواجهات طائفية، والمستفيد الأول من ذلك نظام الأسد وأجهزته الأمنية.
وتساءل معلقون على فيسبوك عن سر غياب نظام الأسد عن عمليات الخطف الحالية، مع وجود عشرات الحواجز بين المحافظتين، التي تعرقل حركة المدنيين بشكل كبير.
وفي 20 تشرين الثاني المنصرم سلطت شبكة “السويداء 24” الضوء على ظاهرة التقارب الملحوظ بين مخابرات الأسد وشخصيات معروفة محليا بسجلها الأسد، بسوابق الخطف والابتزاز والسرقة، وكيف بدا الأثر السلبي ذلك بالظهور عبر عودة موجات الخطف والسرقة خلال الفترة الماضية بشكل ملحوظ وغير مسبوق.
وذكرت الشبكة في تقرير أن ارتفاع معدل الخطف والسلب، تزامن مع ابرام العشرات من أفراد العصابات تسويات أوضاع مع الجهات الأمنية، لإعادة سجلاتهم العدلية “نظيفة” من الحق العام، والسماح لهم بمتابعة الدعاوى الشخصية وحلها.
يذكر أن التحالف مع المجرمين وأصحاب السوابق، هو أسلوب انتهجه نظام الأسد في جميع المحافظات السورية، لإنشاء المليشيات المسلحة الموالية له، وخاصة مليشيا “الدفاع الوطني”.