هل يؤثر الصيام على أمراض البروستاتا؟ وما الإرشادات والنصائح الصحية لمرضى البروستاتا في شهر رمضان؟
يؤكد استشاري جراحة الكلى والمسالك البولية الدكتور حسان الخطاطبة أن أمراض البروستاتا شائعة لدى الرجال، خصوصا مع تقدم العمر، ومن أهمها التضخم الحميد للبروستاتا وسرطان البروستاتا.
وأضاف في تصريحات للجزيرة نت أن العلاج الدوائي من العلاجات الفعالة لهذا النوع من الأمراض، ومن أهم عوامل نجاحه الالتزام بموعد الدواء اليومي وعدم نسيان تناوله، لأن مفعوله يستمر 24 ساعة.
وبيّن الخطاطبة أن نسيان الدواء أو عدم تناوله ليوم واحد فقط، قد يشعر المريض برجوع أعراض تضخم البروستاتا، المتمثلة بصعوبة التبول أو عدم القدرة على تفريغ المثانة بالشكل المطلوب، الذي ينتج عنه تكرار التبول، وقد يؤدي أيضا في بعض الأحيان إلى انحصار البول.
هل تؤثر أمراض البروستاتا على الصيام؟
يقول الدكتور الخطاطبة إنه بشكل عام لا يوجد تعارض بين الصيام وأمراض البروستاتا، خاصة أن دواء البروستاتا الذي يعطى لمرضى التضخم الحميد يؤخذ مرة واحدة يوميا، والوقت الأنسب لتناوله هو مساء قبل النوم، لأن من أهم أعراضه الجانبية الدوخة وهبوط الضغط، لذلك لا يفضل تناوله في أثناء النهار.
هل للصيام دور في تحسن الأعراض لدى المرضى؟
ينصح الدكتور الخطاطبة بشرب الماء حسب الحاجة، فقط دون زيادة أو إفراط، حتى لا يضطر الشخص للتردد كثيرا على الحمام، ومن ثم فإن الصيام قد يكون له دور في تحسن بعض الأعراض نتيجة عدم شرب الماء في أثناء النهار.
هل ينصح بعمل الفحوصات للمرضى قبل الصيام؟
يوضح الدكتور الخطاطبة أن من مضاعفات تضخم البروستاتا -التي قد تحدث عند بعض المرضى- ارتفاع الكرياتينين، وهو مركب كيميائي ناتج عن عمليات إنتاج الطاقة في العضلات، وترشِّحه الكلى في أثناء تصفيتها الدم، وتطرده من الجسم ضمن الفضلات الخارجة مع البول.
التضخم المزمن بالإضافة للالتهابات البولية من المضاعفات التي تتطلب الزيادة في شرب الماء، ولذلك ينصح بعمل بعض الفحوصات لمرضى البروستاتا قبل شهر رمضان ومنها فحص الكلى وفحص البول.
ما أهم الإجراءات الوقائية التي تقلل حدوث الالتهابات؟
يرى الدكتور الخطاطبة أن أعراض تضخم البروستاتا تزداد حدتها إذا كانت مصحوبة بالتهاب، وتعتبر ممارسة الرياضة والمشي وتجنب الجلوس طويلا من الإجراءات الوقائية التي تقلل احتمال حدوث التهابات بالبروستاتا.
كما أن مشاكل الجهاز الهضمي والإمساك تعتبر أيضا من العوامل التي تزيد من أعراض تضخم البروستاتا، وهنا تأتي أهمية اتباع نظام غذائي للتقليل من الإمساك، كالإكثار من تناول السلطات والألياف (الخضار والفواكه)، وعدم الإفراط في تناول الأطعمة الدهنية والمقليات.
ما المضاعفات التي تتطلب الإفطار فورا؟
يشدد الدكتور الخطاطبة على أن بعض المضاعفات التي تحتاج تدخلا وعلاجا فوريا، كانحصار البول، تعتبر من الأمور التي يصعب فيها على المريض إكمال الصيام.
هل يستطيع مرضى سرطان البروستاتا الصيام؟
ينصح الدكتور الخطاطبة مرضى سرطان البروستاتا الذين يخضعون للعلاج الإشعاعي أو الكيميائي بعدم الصيام.
أما بعض مرضى سرطان البروستاتا الذين يخضعون للعلاج الهرموني، فإن الصيام يتحدد حسب وضع المريض، لأن من أهم الأعراض الجانبية للعلاج الهرموني التعب العام والإرهاق، خصوصا في الأشهر الستة الأولى من بدء العلاج، لكن مع مرور الوقت تختفي هذه الأعراض جزئيا أو كليا، فيمكن للمرضى الصيام إذا اختفت.
هل يؤثر الصيام على علاج المرضى؟
يؤكد أخصائي جراحة المسالك البولية وجراحة الذكورة والتشوهات السرطانية الدكتور سفيان الحراحشة أنه من المتعارف عليه أن جسم الإنسان بحاجة إلى كمية كافية من السوائل والمواد الغذائية الغنية للقيام بعملياته الحيوية المختلفة وطرح السموم خارج الجسم.
وأشار -في حديثه للجزيرة نت- إلى أن المريض الذي لا يتلقى أي نوع من العلاجات الهرمونية، أو الكيميائية أو الإشعاعية وحالته العامة جيدة، فلا ضرر من صيامه.
وأضاف الحراحشة أنه قد تتغير مواعيد أدوية المرضى، وذلك لاختلاف مواقيت الطعام والنوم، ولهذا ينصح بأخذ الدواء في أوقات محددة قبل النوم مع الصيام.
ما أهم النصائح للمرضى مع الصيام؟
وينصح الدكتور الحراحشة مرضى البروستاتا بما يلي:
-شرب كميات كافية من الماء، على فترات متقاربة في أثناء فترة الإفطار والسحور.
-التبول عند الحاجة مع عدم التأخير، فذلك خط الدفاع الأول لمنع الالتهابات البولية.
-الإكثار من الخضروات المتنوعة التي تحتوي على كميات كافية من مضادات الأكسدة، لا سيما الكوسا والقرع والورقيات.
-الابتعاد عن المنبهات أو التقليل منها، مثل القهوة والشاي وبهارات الطعام، لما لها من أثر سلبي على تفاقم أعراض البروستاتا.
-تناول الأدوية بشكل منتظم.
-مراجعة الطبيب عند تفاقم الأعراض أو ظهور أعراض جديدة.
المصدر : الجزيرة نت