بعد انقطاع عن إحياء الحفلات لقرابة سنتين، شارك المغني المصري حمزة نمرة في مهرجان القاهرة الدولي الثامن للجاز أخيراً. وعلى رغم أن الغناء الذي يقدمه لا ينتمي تماماً الى موسيقى الجاز، فإنه رأى في المهرجان فرصة يعاود فيها الظهور بعدما حاصرته إشاعات انتمائه إلى جماعة الإخوان المسلمين المصنفة في مصر جماعة إرهابية.
صحيفة «الحياة» التقت المغني الشاب الذي خاض تجربة في «الريمكس» (الدمج بين أنواع مختلفة وثقافات عدة في الغناء) قدمت في قالب برنامج تلفزيوني عُرض على قناة «العربي الفضائية» في نيسان (أبريل) الماضي. يقول نمرة إن فكرة البرنامج نشأت كتطوير للمشروع الأصلي القائم على تطوير بعض الأغاني الفولكلورية لمصلحة إحدى دور الأوبرا، وخلال صياغته الفكرة وجد نفسه يضعها في قالب برنامج.
ويسعى نمرة إلى تطوير البرنامج في موسمه الثاني عبر «تقديمه في شكل معكوس، فبدلاً من الذهاب إلى دول غربية والغناء من ثقافتها، لماذا لا نجلب فرقاً غربية ونجعلها تغني فولكلورنا الغنائي بعد تطويره بما يتيح فرصة تصديره إلى ثقافات أخرى». ويتمنى المغني الشاب البدء في هذا السياق بمونولوجات الفنان الكوميدي إسماعيل ياسين، لما لها من قيمة لدى الجمهور المصري، مشيراً إلى أن العائق حتى الآن أمام تنفيذ تلك الأفكار هو الإنتاج.
لمع اسم نمرة خلال ثورة كانون الثاني (يناير) 2011، ولقبه البعض بـ «مغني الثورة»، غير أنه أكد رفضه اللقب، «فلا يصح أن يكون للثورة مغنٍ لأنها ثورة شعبية شارك فيها الجميع وشاركتُ فيها كمواطن مصري».
عقب الثورة أطلق نمرة ألبومه الغنائي الثاني «إنسان» الذي حقق نجاحاً كبيراً وكان عام 2012 من الأكثر مبيعاً. وفي العام 2014 أصدر ألبومه الثالث «اسمعني»، بينما كان يواجه اتهامات بالانتماء إلى جماعة محظورة عززها بعض أغاني ألبومه التي اعتبرها البعض معارضة للسلطة.
غير أن نمرة يؤكد عدم انتمائه إلى أي فصيل سياسي وعدم وجود أي هدف سياسي من أغانيه، ويقول: «كل ما أثير حولي مجرد إشاعات، لست إخوانياً ولم يوقفني أحد عن الغناء، وأنا موجود في بلدي بشكل قانوني وكل أغانيّ مرخصة، وهدفي الأول من الغناء إنساني- اجتماعي».
ويفسر سبب انقطاعه عن الحفلات في العامين الماضيين بأن الإشاعات التي أثيرت حوله أخافت منظمي الحفلات في مصر ففضلوا الابتعاد عنه، إلى أن وجد في مهرجان الجاز الفرصة لدحض الأقاويل والاحتكاك بفرق من العالم، خصوصاً بعد تجربته في «ريمكس»، مشيراً إلى أن علاقته بنقابة الموسيقيين جيدة، ويحصل على رخص منها لكل حفلاته وأغانيه.
ويرى نمرة أن أزمة الغناء تتمثل الآن في «الكلمات»: «في الماضي كان هناك مناخ عام يفرز كثيراً من الفن الجيد وكان لدينا العديد من كتاب الأغاني المتميزين مثل عبدالرحيم منصور، عبدالرحمن الأبنودي، حسين السيد، صلاح جاهين… أما الآن فالمواهب انحسرت، وهو ما يضاعف العبء على المغني خصوصاً إذا كان ممن يسعون إلى خلق مناخ جديد».
يستعد نمرة الذي أصدر ألبومه الأول في العام 2008 بعد انفصاله عن فرقة «الحب والسلام» لإصدار ألبوم في العام المقبل، ويعمل على «اختيار أغانٍ تنال إعجاب الجمهور من خلال ورش عمل تجمعني بالشعراء والملحنين» معرباً عن سعادته بشخصيته الغنائية المستقلة التي لا تشبه أحداً.
المصدر : الحياة