منوعات

فنادق تايلاند الإسلامية تساهم في بث الطمأنينة

في قاعة مظلمة في فندق الميراث في ضاحية بانكوك، يتلو رجل مسن ملتح آيات من القرآن. إلى جانبه، ينتظر شاب بفارغ الصبر وصول زوجته المستقبلية. فجأة، تنفرج أساريره بعد وصول عروسه، مرتدية ثوبا أبيض برّاقا متناسقا مع حجابها، مما يؤذن بانطلاق الاحتفال.

خلال الأشهر الأخيرة، تم إحياء أكثر من 12 زفافا في فندق “الميراث”، وهو أول فندق مراع بالكامل للشريعة الإسلامية في العاصمة التايلاندية.

وتجذب تايلاند بشكل رئيسي سياحا راغبين في الاستمتاع بشواطئها وحفلاتها الصاخبة. إلا أنها باتت أيضا تستقطب عددا متزايدا من السياح الوافدين من البلدان المسلمة في الشرق الأوسط وآسيا.

ويقول المدير العام للفندق سانيا ساينبون “بما أن ثمة مليارا ونصف مليار مسلم في العالم، أعتقد أنه سوق جيد جدا”.

ويلتزم فندق “الميراث” الذي فتح أبوابه العام الماضي بقواعد صارمة، إذ أنه لا يقدم مشروبات كحولية. كذلك، يضم نادي السباحة في الطبقة الأخيرة وقاعة الرياضة أقساما منفصلة للرجال والنساء. وتخلو المنتجات المستخدمة في الحمام من الكحول أو الدهون الحيوانية. ويؤكد سانيا أن هذه التسهيلات توفر للزوار المسلمين “شعورا بالطمأنينة”.

ورغم الاضطرابات السياسية التي شهدتها خلال العقد الأخير، تستقطب تايلاند المزيد من السياح، إذ سجلت أعدادهم ازديادا يفوق الضعف في عشر سنوات.

وسجل عدد السياح الوافدين من دول ذات غالبية سكانية مسلمة في الشرق الأوسط وآسيا، ازديادا يفوق الضعف، إذ بلغ 6 ملايين العام 2016 في مقابل 2.63 مليون زائر قبل 10 أعوام.

ويوضح فضل بحرالدين مؤسس منظمة “كريسنت رايتينغ” التي تتخذ مقرا لها في سنغافورة، وتصنف البلدان وفقا لمؤشر حول مدى ترحيبها بالزوار المسلمين، أن “تايلاند تحتل موقعا متقدما” على هذه القائمة.

ويلفت إلى أن هذا البلد “لاحظ أن سوق المستهلكين المسلمين يمثل قطاعا مثيرا للاهتمام” على الصعيد التجاري، مشيرا إلى أن السياح المسلمين يتوافدون بشكل رئيسي من أجل السياحة الطبية والمراكز التجارية.

ويلفت إلى أن عدد المسافرين المسلمين في العالم تضاعف في غضون 15 عاما نحو 6 مرات تقريبا، فانتقل من 25 مليونا سنويا العام 2000 إلى 117 مليونا العام 2015.

وفي تايلاند، يمكن قطاع السياحة الاعتماد على تنمية قطاع الأغذية الحلال في البلاد. ويسعى المجلس العسكري الحاكم في البلاد منذ 2014 إلى جعل البلاد أحد أكبر البلدان المصدرة للمنتجات الحلال بحلول سنة 2020.

وقد حولت عائلة لالانا ثيرانوسورنكيج تاليا 3 مصانع لعلامتها التجارية “كي سي جي كوربوريشن” إلى إنتاج المأكولات الحلال بهدف دخول الأسواق الإندونيسية والماليزية والخليجية. وتقول “في الماضي، كنا نستخدم مشتقات دهون الخنزير. وقد عدلنا عن ذلك لمصلحة الإنتاج على أساس الطحالب”.

ويقول ويناي داهلان مؤسس مركز “حلال ساينس سنتر” في جامعة شولالونغكورن في بانكوك، إن سعي تايلاند إلى تحقيق مكانة مـهـمـة لـها فـي هذا الـقطـاع ليـس مـفاجـئا. ويشير إلى أن نحو 5 بالمئة من التايلانديين مسلمون. وهذه الأقلية مندمجة بشكل جيد مع الأكثرية البوذية، باستثناء الوضع في جنوب تايلاند الذي يشهد تمردا مسلحا.

ويلفت إلى أن “عدد المصانع المصنفة على أنها حلال لم يكن يتعدى الـ500 قبل 15 عاما. أما اليوم، فبات هناك 6 آلاف منها”.

وخلال الفترة نفسها، ارتفع عدد المنتجات الحلال المصنعة في تايلاند من 10 آلاف إلى 160 ألفا.

وطن اف ام / العرب 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى