يظهر الفيلم الوثائقي “فايف كيم باك” أن هوليوود أصبحت تكتسب أفلامها من الواقع الجديد الذي تهيمن عليه مشاهد الحروب، وتأثيراتها في الذين خدموا وبقوا في الخطوط الخلفية.
وقال مؤلف كتاب “فايف كيم باك”، مارك هاريس، المأخوذ عنه الفيلم: “تأثير الحرب في هؤلاء الرجال كان عميقاً”، مضيفاً: “أن تجربتهم في تصوير الأفلام الوثائقية والقصيرة شجعتهم على الاستقلالية والذاتية، وجعلتهم يسعون بجد أكبر لتكون أفلامهم التي قدموها في هوليوود أكثر واقعية وآنية”.
ويحكي الفيلم الذي عرض للمرة الأولى الجمعة الماضي على موقع “نتفليكس”، روايات المخرجين وقت الحرب، ويضيف تعليقات من مخرجين حاليين منهم ستيفين سبيلبرغ، وفرانسيس فورد كوبولا.
ولم يشارك المخرجون الخمسة في القتال، لكنهم جميعاً تركوا مستقبلاً زاهراً خلفهم على مدى سنوات، وشاهدوا عنفاً حقيقياً أثناء تصويرهم نقاط التحول الحاسمة في الحرب العالمية الثانية.
وقال سبيلبرغ في الفيلم، إنه “قبل دخول الولايات المتحدة في الحرب، كان المشاهدون معتادين على حرب هوليوود المعقمة والقتال الخالي من الدماء”. لكن كلاً من المخرجين وليام وايلر، وفرانك كابرا، وجون هيوستن، وجون فورد وستيفينس التقطوا الواقعية القاتمة للمعارك في حملة شمال أفريقيا، وفي تحرير باريس وروما، وفي معسكر اعتقال داخاو.
ولدى عودتهم إلى هوليوود شهد مستقبلهم المهني نقطة تحول فارقة، إذ حصل فيلم وايلر “أجمل سنوات حياتنا” الذي حكى فيه عن إعاقات المحاربين القدامى، على سبع جوائز أوسكار في عام 1947.
وأخرج كابرا “إنها حياة جميلة” في 1946، والذي مثّل تحولاً كبيراً ويعتبر الآن من كلاسيكيات السينما العالمية.
وقام ستيفينز، وهو من أمهر صناع الكوميديا الموسيقية في الثلاثينات، بصنع فيلم عن معسكر “الإبادة داخاو”، والذي استخدم في محاكمات نورمبرغ في جرائم الحرب. وهزه ما شاهده بدرجة جعلته يترك الكوميديا، ويقدم على أفلام جادة أخرى مثل “مذكرات أنا فرانك”.
وطن اف ام / وكالات