مع تزايد مشاهد العري والعنف والتجاوزات الأخلاقية في مسلسلات رمضان هذا العام؛ قامت الجهات الرقابية في مصر بتصنيف المسلسلات لفئات عمرية تبعا لكمّ المشاهد الخادشة للحياء، أو العنيفة التي تحتويها.
وتم تصنيف 13 مسلسلا في قائمة للكبار فقط (+18)، من ضمنها مسلسلان كوميديان، بسبب المشاهد الإباحية، أو العنف، أو الألفاظ الجارحة الكثيرة التي تمتلئ بها منذ الحلقات الأولى.
لكن مراقبين قللوا من أهمية هذه الخطوة، قائلين إنه مجرد إجراء شكلي؛ لأن المسلسلات التلفزيونية تكون متاحة للعرض طوال اليوم أمام المشاهدين من كل الأعمار، وتقتحم عليهم منازلهم، بخلاف الأفلام السينمائية التي تمنح المشاهد حرية اختيار دخول دار العرض من عدمه.
وقال المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام (حكومي)، إن لجان الرصد التابعة للمجلس تابعت ما يتم عرضه من مسلسلات وبرامج خلال شهر رمضان، مؤكدا حرصه على “وقف أي تجاوزات تسيء إلى الأخلاق أو العادات والتقاليد المصرية”.
وأكد رئيس المجلس مكرم محمد أحمد، في بيان له الجمعة، حرصه على “عدم وجود مشاهد أو عبارات وألفاظ لا تتناسب مع قيم الشهر الكريم، أو العادات والتقاليد المصرية”، مشيرا إلى أن “لجان الرصد التابعة للمجلس، والتي تضم خبراء في مجالات مختلفة، تتابع بكل دقة كل ما يتم بثه حاليا من مسلسلات أو برامج أو إعلانات، وسوف يواجه المجلس بكل شدة أي تجاوزات”.
وناشد أحمد شركات الإنتاج ومديري القنوات “حذف العبارات والألفاظ التي لا تليق بالعادات والتقاليد والأخلاق، وحذف مشاهد العنف الزائد وغير المبرر”، لافتا إلى أن “المجلس أرسل خطابا بهذا المعنى إلى القنوات قبل أن يبدأ باتخاذ إجراءات قانونية ضدها”.
وانتقد إعلاميون وبرلمانيون مقربون من النظام، الموضوعات التي تناولتها المسلسلات هذا العام، حيث شن الإعلامي تامر أمين هجوما حادا عليها، قائلا إنها “مليئة باللحم الرخيص”.
من جانبه؛ قال الإعلامي عمرو أديب، إن مشاهد العنف غلبت على مسلسلات هذا العام؛ بسبب تأثرها بالتغيرات التي طرأت على المجتمع المصري، ومن بينها العصبية والعنف الشديد.
وانتقدت النائبة في برلمان الانقلاب، فايزة محمود، تلك الأعمال الدرامية، قائلة في تصريحات صحفية، إنها “تمثل انحدارا للقيم والأخلاق، وتدعو لنشر البلطجة والسلاح والمخدرات”.
أما النائب مرتضى منصور؛ فقال إن “مسلسلات رمضان مليئة بالإسفاف والإيحاءات الجنسية والرقص والخمور”، بينما وجهت النائبة زينب سالم، رسالة لمنتجي المسلسلات قالت فيها: “اتقوا الله في بلدكم، فهذه المسلسلات تهدم المجتمع بشدة، وتحرض على العنف والكراهية، وتحتوي على مشاهد غير مناسبة”.
ولا توجد معلومات دقيقة عن تكاليف إنتاج مسلسلات هذا العام، التي بلغت 33 مسلسلا، لكن تقديرات إعلامية رجحت أن تكون هذه التكاليف قد تجاوزت ملياري جنيه (نحو 110 ملايين دولار).
وتعليقا على هذا الموضوع؛ قالت أستاذة علم الاجتماع هبة زكريا، إن “شهر رمضان أصبح -مع الأسف- موسما للمسلسلات كل عام، وخاصة مع كثرة القنوات الفضائية التي أصبحت تتهافت على عرض هذه المسلسلات، دون أن تراعي حرمة الشهر الكريم وأنه شهر الصيام والتقرب إلى الله”.
وأضافت أن “صناع المسلسلات أصبحوا ينظرون لشهر رمضان على أنه فرصه يجب اقتناصها لجذب المشاهدين أكثر، وتحقيق أرباح أكثر، وفي سبيل ذلك يدوسون كل الضوابط والحدود الأخلاقية، فضلا عن المعاني والقيم الروحية”.
وأوضحت أن “المسلسلات أصبحت تشكل وجدان المجتمع، وتتسبب في إضعافه وترهله، لأنها تعرض نماذج سيئة يقتدي بها الناس، كالممثل محمد رمضان الذي قدم مسلسلا العام الماضي جسد فيه دور بلطجي وتاجر سلاح، وللأسف أصبح قدوة لكثير من الشباب والأطفال، وكل هذا يتم ترجمته إلى عنف داخل المجتمع المصري”.
من جانبه؛ قال العالم الأزهري سيف رجب، إن “كثرة الأعمال الدرامية في السنوات الأخيرة أصبحت مفسدة للأخلاق، ومضيعة لعمل الصائمين، حيث أصبح الملايين من المسلمين يشاهدون مسلسلات كلها عري ومشاهد غير أخلاقية، بدلا من الانشغال في هذا الشهر المبارك بالتعبد إلى الله بالصيام والصلاة وقراءة القرآن الكريم ومساعدة الفقراء والمحتاجين”.
وطالب رجب، الأزهر الشريف أو وزارة الأوقاف بـ”التدخل لمنع هذه المفسدة العظيمة، التي تؤدي إلى تخريج أجيال بعيدين عن دين الله عز وجل، أو أن تكون هناك على الأقل جهة للرقابة على المصنفات الفنية؛ تمنع مثل هذه المسلسلات السيئة التي تحتوي على ألفاظ خارجة، أو تشجع على الزنا، أو الخيانة الزوجية، أو تجارة المخدرات أو القتل، وهي كلها أعمال تبطل الصوم، ولا يصح أن يشاهدها المسلمون في الشهر الكريم”.
وطن اف ام / مواقع