أجاب الشيخ السعودي” عبد الله بن محمد المحيسني” الموجود على الارض السورية منذ عام ونيّف، على اسئلة تتعلق بحكم “لبس الحزام الناسف”، وهو حزام يلبسه “المجاهد” يحوي صاعقاً ويتم حشوه بالسيفور أو غيره من المواد المتفجرة ، وفق ماعرفه المحيسني.
وفي تغريدة له على حسابه الرسمي في “تويتر” أجاب المحيسني عن حكم ارتداء الحزام الناسف “أقول مستعيناً بالله الإجابة عن هذه المسألة تحتاج إلى تفصيل والخلاف فيها متفرع عن الخلاف في جواز العمليات الاستشهادية، والذي نراه في العمليات الاستشهادية جوازها بشروط أهمها : الإثخان في أعداء الله وكون العمل لايمكن بغيرها وغير ذلك وأما لبس الحزام فيختلف حكمه بحسب حالة استخدامه”.
وتابع المحيسني: “فأما استخدامه هروباً من الأسر وذلك هو الغالب فيه فإن الراجح في ذلك المنع والتحريم ، لكون الباعث لذلك هو الجزع والفرار من قدر الله وهي ذات العلة التي حرم الانتحار لأجلها والحكم يدور وجوداً وعدماً ، وإن رأى بعض العلماء جوازها فراراً من الأسر الذي يغلب على الظن فيه الهلاك قياساً على من فر من ميتة إلى ميتة كمن ألقى بنفسه من سفينة محترقة إلى البحر وهو لايجيد العوم .. ولكن الأقرب المنع والتحريم إذ الأصل حرمة قتل النفس وذلك كبيرةمن الكبائرإلا في حالة خاصة ألا وهي نصرة دين الله لحديث الغلام وفعل الصحابة وأحاديث الانغماس وغيرها “.
وأضاف” مجمل القول أنه لايجوز تفجير المسلم نفسه فراراً من الأسر ..وهو غالب مايلبس الحزام لأجله ، ومن خشي على نفسه فإنه يستعيض عن ذلك بحمل القنبلة أو المسدس ونحو ذلك .. أعاذنا الله وإياكم من الأسر”.
واسترسل المحيسني بالقول: “هنا ترد مسألة أخرى ألا وهي لبس الحزام الناسف للمنغمس في الكفار الذي يعلم أنه يموت غالباً بانغماسه فيلبس الحزام ليزيد في إثخانه فهذا باب آخر يختلف عن لبس الحزام الناسف للفرار من الأسر .. فهو يدخل في باب الاستشهادي فحكمه حكم الاستشهادي”.
وختم المحيسني بالقول: “ماسبق رأي العبد الفقير في لبس الحزام الناسف من الناحية الشرعية الصرفة .. وثمة أمر آخر ألا وهو أن لبس الحزام ينفر الناس عن المجاهدين ويخلق تصوراً وانطباعاً عكسياً ، وذا باب آخر لأجله نوصي بعدم لبسه ، وهذا بشكل عام وللضرورات أحكامها ومن عدم تصور الواقع أُتي من أغلق باب العمليات الاستشهادية جملةً فلو رأى الواقع لتغير الرأي في ذلك ..هذا والله أعلم”.
تجدر الاشارة الى أن الدكتور السعودي “عبدالله المحيسني” هو ابن القارئ السعودي المعروف الشيخ محمد المحيسني، ويعتبر من أبرز منظري التيار السلفي المتواجدين على الأرض السورية حالياً، ووصل إلى سوريا في الاشهر الاخيرة من عام 2013 في مساعي صلح بين الفصائل المتنازعة وتمخض عنها مبادرة الأمة التي رفضت داعش بنودها مما اضطره للخروج بشهادة مطولة ضدها. وعُرف بمساعيه للتوفيق بين الفصائل وحثهم على التوحد، وأصيب أكثر من مرة في المعارك ضد قوات النظام كان آخرها على جبهة تلة الشيخ يوسف و الشيخ نجار بحلب.
خاص – وطن اف ام